تعهدت رئيسة الفيليبين غلوريا ارويو أمس بإحقاق العدالة اثر المجزرة التي اوقعت 52 قتيلا في جنوب البلاد وحملت الشرطة مسؤولية تدبيرها لحليف سياسي للرئيسة. وقال سيرج ريموند الناطق باسم الرئيسة ارويو "هذا ليس مجرد خلاف بين فصائل متنازعة. انه عمل غير انساني يعتبر آفة في امتنا"، مضيفا "لقد تعهدت الرئيسة بأن المنفذين لن يتمكنوا من الافلات من العدالة". وكانت الشرطة اعلنت في وقت سابق ان المشتبه به الرئيسي في هذه المجزرة التي وقعت الاثنين هو اندال امباتوان الابن، احد اعضاء ائتلاف ارويو الحاكم ونجل سياسي محلي قوي ساهم في تأمين أصوات للرئيسة في الانتخابات السابقة. ووالد امباتوان الذي يحمل الاسم نفسه هو حاكم اقليم ماغينداناو الخارج عن سلطة القانون في جزيرة مينداناو التي تشهد نزاعات حيث وقعت المجزرة. وحصلت اعمال القتل بعدما اختطف مسلح يشتبه في ان عائلة امباتوان استعانت بخدماته، اقرباء ومساعدي سياسي منافس هو اشمايل مانغوداداتو الى جانب مجموعة من الصحافيين ثم اطلق النار عليهم من مسافة قريبة. وقال المتحدث باسم الشرطة المحلية ليوناردو اسبينا "بحسب التقارير الاولية فان الاشخاص الذين اختطفوا وقتلوا في سانيانغ احتجزتهم مجموعة بقيادة رئيس بلدية داتو اونساي". وامباتوان الابن هو رئيس بلدية داتو اونساي. وقال اقرباء الضحايا ان المجزرة حصلت من اجل وقف مانغوداداتو من الترشح ضد امباتوان الابن لمنصب حاكم اقليم ماغينداناو في انتخابات السنة المقبلة. وقال اسبينا لاذاعة محلية ان المحققين لا يزالون بحاجة للتحدث الى بعض الشهود قبل ان يصدروا امرا من المحكمة من اجل اعتقال المشتبه بهم. من جهته شدد ريموند على ان ارويو والحكومة ستتحركان بدون انحياز لاحقاق العدالة. وقال ان "الرئيسة غاضبة جدا فعلا ازاء هذا الحادث" مضيفا "لقد كانت واضحة بأن كل المسؤولين بغض النظر عمن هم سيحالون الى العدالة". ودعت منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان وبعض السياسيين الى اعتقال امباتوان الابن على الفور. وردا على سؤال حول احتمال اعتقاله رفض ريموند اعطاء الاعلان عن التحركات المرتقبة لكنه قال ان ارويو اوصلت رسالة الى فصيل امباتوان الذي يملك جيشه الخاص بعدم عرقلة تحقيق الشرطة. وقد ارتفعت حصيلة الضحايا من 46 الى 52 قتيلا بعدما تم انتشال ست جثث اضافية أمس كما اعلنت الشرطة. وبين الضحايا 13 قتيلا على الاقل من الصحافيين المحليين الذين كان من المفترض ان يقوموا بتغطية خبر ترشح مانغوداداتو لمنصب حاكم الاقليم ما يجعل من اعمال القتل هذه اعنف هجوم فردي يستهدف وسائل الاعلام في تاريخ الفيليبين.