تشهد منطقة العصب التجاري في مدينة الرياض الواقعة بين طريق الملك فهد والعليا شمالاً ازدحاماً كبيراً، وتحديداً المنطفة الواقعة في شارع العليا بين طريقي العروبة والأمير محمد بن عبدالعزيز (التحلية)، بسبب احتضان هذه المنطقة مواقع هامة جدا في قلب المركز التجاري الذي تتواجد فيه الشركات والبنوك والأسواق والمطاعم والمقاهي والفنادق والشقق المفروشة، إلى جانب مشروع برج المملكة بكافة مكوناته. "الرياض" رصدت بعدستها مشاهد من هذا الاختناق وما يتخلله من مشاهد مزعجة باتت تتكرر لعدم وجود أي حلول تلوح في الأفق لفك تلك الاختناقات. من المشاهد التي افرزها هذا الزحام الوقوف بطريقة غير صحيحة، حيث يصبح من الصعب على السائقين التحرك أو الخروج من "مخنق" الزحام، ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد بل ان الوضع المختنق للطريق يزيد من إمكانية وقوع الاحتكاكات والتصادمات بين السيارات، لاسيما وان الكثافة المرورية كبيرة وعامل الوقت مهم للعابرين، حيث يرى كل عابر أحقيته بالمرور مما يخلق أزمات نفسية كبيرة قد تفضي الى مشاجرات بين العابرين لا تحمد عقباها. ومن مظاهر هذا الازدحام والاختناق انه ليس هناك إلا اتجاه واحد في طريقك بسبب وقوف السيارات على اليمين واليسار وفوق الرصيف، مما يجعل مسألة التحرك مستحيلة، إذا ما أتت سيارة من أمامك فإما ان ترجع أنت أو يرجع صاحب السيارة المواجهة لك، ولا ننسى الصف الطويل المنتظم من السيارات التي تقف خلفك وخلفه مما قد تضطر معه للرجوع طويلاً ولمسافات طويلة وبصعوبة حتى تتيح للسيارات من أمامك من التقدم وهو ما تحتاج معه وقتاً طويلاً. ولعل مما يفاقم المسألة هو غياب رجال المرور عن هذه المنطقة التجارية الحيوية، والتساؤل هو أين رجال المرور عن تنظيم هذا الاختناق الكبير في واحد من أهم الأمكنة في الرياض؟، حيث لايوجد أي فرد من المرور يقوم بالتنظيم او يحرر مخالفات على السيارات الواقفة بطريقة غير نظامية، كما يبرز تساؤل لا يقل إلحاحاً عن سابقه وهو لماذا لا تقوم هذه الشركات التي توظف العاملين لديها بإعطاء موظفيها مواقف خاصة بهم بدل جعلهم يتسببون بالازدحام الكبير؟، كما نعلم من الشروط الأساسية لعمل هذه الشركات والمؤسسات أن تمنح موظفيها مواقف خاصة ولا تجعلهم يتسببون في زحمة الشوارع المخصصة للناس العاديين. مثل هذه الوضع بالإضافة إلى كونه مزعجاً وخانقاً ومضيعاً للوقت، حيث تضطر إلى وقت طويل حتى تنجو من الزحمة والاختناق هو أيضا يعكس منظراً سلبياً للوسط التجاري في قلب العاصمة للمواطنين وللقادمين من الخارج.