حذر الرئيس المصري حسني مبارك من تدخل إيران في الشأن العربي، وقال "لن نتردد في اتخاذ مواقف ، تتصدى لمحاولات زعزعة الاستقرار ، وتحمي أمن مصر القومي، في صلته بأمن منطقة الخليج والبحر الأحمر، وأمن الشرق الأوسط بوجه عام ". وحمَّل الرئيس مبارك إسرائيل تقويض فرص عملية السلام بمخططاتها لتهويد القدس وحفرياتها في محيط المسجد الأقصى ومواجهات مستوطنيها وقواتها مع الفلسطينيين في الحرم الشريف. وقال مبارك في خطاب ألقاه أمس السبت أمام الجلسة المشتركة لمجلسي الشعب والشورى(البرلمان) في بداية الدورة البرلمانية الجديدة ، موجهاً كلامه لقادة إسرائيل "إنكم تضعون عقبات جديدة في طريق السلام بدعوتكم للاعتراف بيهودية الدولة والتفاوض على حدود مؤقتة للدولة الفلسطينية واستبعاد القدس من مفاوضات الحل النهائي ، أوقفوا ممارساتكم في الضفة الغربية ، ارفعوا حصاركم عن غزة ، كفاكم تعنتا ومراوغة ، امتثلوا لنداء السلام". وشدد على أن القضية الفلسطينية ستبقى أولوية رئيسة في تحرك السياسة الخارجية لمصر، وسيظل غياب السلام العادل الخطر الأكبر في المنطقة رغم تعدد المخاطر والتهديدات المحدقة بالشرق الأوسط.بما في ذلك الجدل حول برنامج إيران النووي ، والوضع في أفغانستان بتداعياته على الساحة الباكستانية وانعكاسات كل ذلك على الأمن الإقليمي بالمنطقة العربية. وتابع "لقد لاحت فرصة جديدة لإحياء عملية السلام في مطلع العام الحالي ، إلا أن الآمال التي تطلعت إليها سرعان ما تراجعت ، ولا تزال جهود كسر الجمود الحالي تراوح مكانها ، وتصطدم بمواقف إسرائيلية متعنتة لا تقرن حديثها عن السلام بسياسات تستجيب لمرجعياته واستحقاقاته". وتابع : "إننا لن نفقد الأمل في إنهاء الانقسام الفلسطيني الراهن ، فهو متطلب ضروري للدفاع عن قضيتهم ، ورفع المعاناة عن شعبهم ، لقد بذلنا جهودا مضنية منذ شهر مارس الماضي من أجل وفاق وطني يحقق المصالحة بين السلطة الوطنية والفصائل". و أعرب مبارك عن أسفه للوضع العربي الراهن وما يشهده من محاور وخلافات وصغائر. وأكد أن مصر تضع سياستها الخارجية ، في خدمة قضايا التنمية والداخل المصري، وجالياتها على اتساع العالم . وقال: "إن رعاية مواطنينا بالخارج، مسؤولية الدولة ، ترعى حقوقهم ، ولا تقبل المساس بهم ، أو التطاول عليهم ، أو امتهان كرامتهم ، وأقول بكلمات واضحة، في إشارة لأحداث مباراة الجزائر وما تبعها من اعتداءات على المصريين في السودان والجزائر، إن كرامة المصريين من كرامة مصر ، ومصر لا تتهاون مع من يسيء لكرامة أبنائها" . وعقب إلقائه كلمته ، افتتح الرئيس حسنى مبارك المبنى الجديد لمجلس الشورى بعد إعادة ترميمه وتحديثه اثر الحريق الذي شب به يوم 19 أغسطس من العام الماضي ، حيث تفقد القاعات والملحقات الداخلية فى المجلس بشكله الجديد والتي استخدمت فيها أحدث الأساليب الهندسية في عالم التشييد والبناء.