نعم هذا الوطن أرضه مسمومة من وطأها يريد شراً أو مكراً أو مكيدة أهلكه الله تعالى وجعله عظة لغيره وعبرة للمعتبرين، وقد أثبتت وقائع التاريخ ذلك فأبرهة بن الأشرم حينما وطأت أقدامه هذه الأرض بنية شر وفتنة وظلم أهلكه الله تعالى بجند من جنده (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل، ألم يجعل كيدهم في تضليل* وأرسل عليهم طيراً أبابيل* ترميهم بحجارة من سجيل* فجعلهم كعصف مأكول). وحينما أراد القرامطة شراً بهذا البيت نالوا من شؤم فعلهم ومكرهم ما نالوا من عقوبة عاجلة سطرها التاريخ وذلك كله مصداق قوله تعالى: (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم)، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «في آخر الزمان يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم...» الحديث. هذه الأدلة والنصوص تدل على أن الله عزَّ وجلّ قد تكفل بحماية بيته ومقدساته من عبث العابثين وإفساد المفسدين وكيد الكائدين ومكر الماكرين والمتأمل للتاريخ يجد أن هذا البيت قد تعرض لمحاولات عديدة للنيل من قدسيته والعبث به وقد رد الله كيد الكائدين وانتقم من المفسدين وجعلهم عبرة للعالمين ومن هذه الحوادث فتنة جهيمان ومحاولات الفتنة الضالة بإحداث الفتنة فيها ومحاولات الرافضة بتسييس الحج وتحويله إلى شعارات مبتدعة ما أنزل الله بها من سلطان وكلها بفضل الله تعالى ثم بفضل هذه القيادة الراشدة باءت بالخيبة والخسران للعابثين والنصر المبين لحماة الدين والوطن الميامين. أرض الوطن مسمومة أيها الحوثيون لأن رعاته عاهدوا الله تعالى على تحكيم الكتاب والسنّة وتنفيذ حدود الله تعالى فوفوا بعهدهم فوفى الله لهم بالحفظ والحماية والتمكين وهو من شاهدناه ونشاهده على الواقع مع كل معتد أثيم وباغ عنيد ومفسد في الأرض مذ توحيد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل رحمه الله إلى يومنا هذا بل إلى ساعتنا هذه. أرض الوطن مسمومة أيها الحوثيون لأن عقيدة رعاته ومواطنيه التوحيد الذي أرسل الله به الرسل ولأجله خلق الخلق وأنزل الكتب ومن كانت عقيدته التوحيد فلن يجعل الله للكافرين عليه سبيلاً. أرض الوطن مسمومة أيها الحوثيون لأن مواطنيه ورعاته قلب واحد ويد واحدة يعتقدون وجوب البيعة لولي الأمر في المنشط والمكره والعسر واليسر ويعتقدون وجوب السمع والطاعة له ويعتقدون وجوب لزوم الإمام والجماعة ويعتقدون وجوب الدفاع عن عقيدتهم ومقدساتهم وولائهم وعلمائهم حتى آخر قطرة دم. أرض الوطن مسمومة أيها الحوثيون لأن مواطنيه قد رضعوا مذ نعومة أظفارهم حب وطنهم وعشقوا تربته فمحبة الوطن عندهم تنافس محبتهم لأنفسهم بل ترخص أنفسهم في سبيل حماية وطنهم من عبث العابثين وعدوان المعتدين ومن قتل دون ماله فهو شهيد. حدود هذا الوطن أيها الحوثيون أسلاك شائكة قد شركت بأضخم خط كهربائي مميت فمن يقترب منه بقصد السوء والشر والمكر والبغي والعدوان فالموت مصيره والقتل نهايته وجنودنا البواسل له بالمرصاد والله تعالى ناصر أولياءه وجند الله هم الغالبون والله تعالى حافظ بيته ومقدساته من عبث العابثين. وهو المسؤول أن يحفظ لهذا الوطن عقيدته وولاة أمره وأن يديم عليه نعمة الأمن والإيمان وأن ينصر جنودنا على المعتدين الآثمين إنه سميع مجيب. والله من وراء القصد،،،