يدشن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم مساء اليوم الاثنين المجمع الخيري "جامع الزهراء" بمحافظة البكيرية وذلك بحضور صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة , وأعيان وأهالي محافظة البكيرية الذي تم إنشاؤه على نفقة السيدة فاطمة السديس على مساحة 40 ألف متر مربع بتكلفة إجمالية مقدارها 35 مليون ريال و يتكون المجمع من عدة مرافق جامع كبير يتسع إلى 4000 مصل مجهز بأحدث الأجهزة الصوتية والتقنية ومغسلة للموتى وسكن مخصص للإمام والمؤذن ودار لتحفيظ القرآن الكريم ومحلات تجارية كما أنه مجهز لاستضافة أكبر الملتقيات والندوات النسائية والرجالية ويعتبر المجمع من أجمل المعالم بمنطقة القصيم. من جهته رحب محافظ البكيرية المكلف الأستاذ رميح بن صالح الشتيوي بأمير منطقة القصيم ونائبه واعتبر تشريفهما حفظهما الله لحفل افتتاح جامع الزهراء دعم لجميع أهالي المحافظة على بذل المزيد من العطاء لتنمية محافظتهم, كما قدم الشتيوي شكره وتقديره للسيدة فاطمة السديس بمناسبة تكفلها بإنشاء هذا المجمع العملاق متمنياً من الله العلي القدير أن يجعل هذا العمل في موازين حسناتها. الأمير د.فيصل بن مشعل كما تحدث ل "الرياض" الأستاذ محمد بن ناصر الناصر من أبناء السيدة فاطمة السديس وقال لقد أفاض الله بجوده ومنِّه وتوفيقه على الوالدة الفاضلة فاطمة بنت ناصر العلي السديس، حرم المغفور له بإذن الله الوالد الشيخ ناصر العبد الله الناصر أن يسر لها إنشاء (جامع الزهراء) على نفقتها الخاصة، وبدعم ومؤازرة من أبنائها وبناتها في إقامة هذا المشروع الخيَّر، الذي سيتم افتتاحه اليوم على شرف صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم حفظه الله ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتورفيصل بن مشعل بن سعود حفظه الله. وقد تم بناء وإنجاز هذا المشروع منتصف هذا العام 1430ه والذي يقع في الجهة الشمالية الغربية على طريق الملك فيصل ومن الجهة الشرقية الجنوبية على طريق الملك فهد بمحافظة البكيرية بمنطقة القصيم على مساحة أرض تقدر ب 40000 متر مربع (أربعون ألف متر مربع) ، ويشمل الآتي: 1) جامعاً للرجال يتكون من طابقين يتسعان إلى أكثر من ثلاثة آلاف مصل بالإضافة إلى الساحة الأمامية والمصلى الخارجي الذي يتسع إلى ما يقارب ألفي مصل، وكذلك مصلى للنساء يتسع إلى ما يقارب 550 مصلية، ومواقف خاصة للسيارات تتسع لأكثر من 244 سيارة. 2) فلتين منفصلتين واحدة للإمام والأخرى للمؤذن تتألف كل منهما من دورين. 3) دارين لتحفيظ القرآن الكريم للرجال والنساء تتألف كل دار من: أ- الدور الأرضي بمساحة 420م2. ب- الدور الأول بمساحة 420 م2. 4) مغاسل للموتى مجهزة بالأدوات الخاصة بها. 5) معارض تجارية أوقف ريعها لدور التحفيظ وأعمال الصيانة والمتابعة الإشرافية للملاحق التابعة لهذا الجامع المبارك بإذن الله. وبما أن القبلة هي الموجه الرئيس لكتلة المسجد والساحات الخارجية فقد راعى المصمم اتجاه وميلان الشوارع فاحترم الشارع واحتضن المسجد بساحات وأروقة وأعمدة كانت المحصلة فيه كتلاً متآلفة ليس فقط في حجمها وإنما في المفردات المعمارية التي تم استخدامها في المشروع. وقام المصمم بإعادة استخدام بعض المفردات وتطويرها ليتلاءم مع الحداثة في العمارة، فقد استخدم القبة المملوكية وقام باستطالتها لتصبح ممشوقة أكثر ، أما في الأقواس فقد استخدم القوس الإسلامي القديم مع العناصر الحديثة ، ومن حيث مراعاة الجو الحار في محافظة البكيرية تم ربط وظائف المشروع بأقواس ذات نسب جميلة ولترمي بظلالها على ممرات المشاة والجدران والتي تحمي من حرارة الشمس. ووقع اختيار المصمم على المواد الموجودة أصلاً في الطبيعة مثل الحجر الأبيض والأصفر الذي تشتهر به منطقة نجد ، فقد عمد المصمم إلى إعادة تشكيل المفردات المعمارية كالقبب والأقواس الإسلامية منها والمخموس ، وجعل المخموس يركز على قاعدة حجرية صفراء شكلت الأساس في التكتيل المعماري وجعل اللياسة بلونها البني تحاكي العمارة المحلية، وأنهى اللغة المعمارية بمثلثات بيضاء نجدية وأسقف خشبية شكلت في مجملها تحفة معمارية بكتلها ومواد إنشائها وتكسيتها لتفتخر محافظة البكيرية بإبرازها إلى زائرها كتحفة فنية. أسأل الله عز وجل السداد والتوفيق لكل من ساهم وخطط وتابع هذا المشروع كما أسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين، وأن تكون هذه البلاد منارة علم في الهدى والدين، لا حرمنا الله وإياكم الأجر والمثوبة. كما قال عبدالرحمن بن ناصر السديس الحمد لله أن تحققت أمنية صاحبة هذا المشروع بإتمام بناء هذا الصرح الذي أصبح معلماً من معالم بيوت الله في هذه المملكة العزيزة على نهج الكتاب والسنة وهو النهج القويم لولاة أمرنا حفظهم الله على ما اعتدناه منهم على تشجيع العلم وتعلمه وعمارة المساجد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بهذا العهد عهد قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين الأب الوفي عبد الله بن عبد العزيز أيَّده الله وحكومته الراشدة امتداد لما رسمه المؤسس لهذه الدولة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه. وتأييداً لفعل الخير بتشييد بيوت الله والجمعيات الخيرية بالمؤازرة والدعم بجميع ما يعود لأهل هذه المملكة بالخير والسعادة مادياً وعقائدياً وحينما تحظى هذه المحافظة " محافظة البكيرية " بالوفاء والبر من أبناءها وهم ولله الحمد كُثر ، بإشادة المساجد ودعم الجمعيات الخيرية ، فالفضل له ثم للمدارس وعلماء فضلاء تعلموا وعلَّموا ، و لا يخفى على الجميع مكانتهم في هذا النهج الإيماني القويم. أثابنا الله وإياكم الأجر والثواب ، وأن يحفظ الله بلادنا وشعبنا بما يرضي الله ورسوله بالعمل الصالح.