راهن رئيس القادسية عبدالله الهزاع على قدرة فريقه على معالجة أوضاعه والانطلاق نحو المنافسة على البقاء في دوري زين للمحترفين الذي صعد له هذا الموسم، مشدداً على أن الظروف التي عانى منه الفريق في الفترة الماضية كانت كفيلة أن تعصف به لولا مسارعتهم في إعادة ترتيب أوراقه المبعثرة. واتهم الهزاع في حواره مع "دنيا الرياضة" أطرافاً لم يسمها بمحاولة زعزعة استقرار النادي بنشر الشائعات حوله، مؤكداً بأن الهدف هو تحييد نجاحاته التي حققها منذ تسلم مهامه رئيسا للنادي. وفتح رئيس القادسية العديد من الملفات التي تتعلق بمسيرة فريقه هذا الموسم، إن على مستوى الجانب الإداري أو الفني، تطالعونها في سياق حوارنا معه: * وعدت القدساويين قبل انطلاق الموسم بنتائج ومستويات لافتة للفريق، فهل ما قدمه الفريق حتى الآن هو ما بشرت به؟ -قبل كل شيء أنا لم أعد بالنتائج فقط، وإنما وعدت بأن أعمل على إعادة صياغة الفريق، بحيث نعيد صناعة فريق قوي يخدم النادي لسنوات مقبلة، وليس لموسم واحد، من السهل جداً أن أعمل بخطط قصيرة المدى، لكن حتماً من الصعوبة بمكان ان تخطط للنجاح الآني والنجاح المستقبلي، وهذا المحوران هما ما سعينا لأجلهما، بديل أننا نملك حاليا فريقاً أولمبياً هو نواة الفريق للسنوات المقبلة. * لم تجبني.. هل وجودكم في المركز العاشر وبخمس نقاط فقط هو طموحكم؟ -بالطبع لا.. ومن تابع مشوار الفريق يدرك أن ثمة أموراً صعبة مر بها الفريق كادت تعصف به، لكن بفضل الله، ثم بالعمل الجاد استطعنا أن نعيد الفريق إلى السكة الصحيحة، وهاهو يمضي في طريق تثبيت أقدامه في دوري الكبار، ثم إن الدوري لم يمص منه سوى ثلثه حتى الآن. * معنى ذلك انك واثق من قدرتكم على البقاء رغم قوة الصراع في الدوري؟ -ثقتي تنطلق من إيماننا بأننا نعمل، ونتمنى أن نحصد ثمار عملنا بالبقاء، وعموماً نحن وضعنا خطة للفريق مع المدرب عمار السويح، نتمنى أن تأتي أكلها، خصوصا وأن فترة التوقف كانت مفيدة لمعالجة العديد من الأمور، سواء الفنية او الإدارية. -مرحلة انعدام وزن * لكن نتائج الفريق مخيبة للآمال ولا تدعوا للتفاؤل، ولعل ما يعزز ذلك الهزائم والنتائج الثقيلة التي مني بها الفريق؟ -قلت لك إن الفريق مرَّ بمرحلة أستطيع أن اسميها مرحلة انعدام وزن، خصوصا بعد الهزيمة الثقيلة التي مني بها من الاتحاد، رغم أن بدايته كانت لافتة أمام الهلال بشهادة الجميع رغم الخسارة، لكن سباعية الاتحاد ألقت بظلالها على الأوضاع الفنية والإدارية، رغم ان ظروف المباراة تلك لم تكن طبيعية، فقد لعبنا المباراة بمدافع مصاب، وبسببه دخل في مرمانا خمسة أهداف، وزاد الطين بلة خروج زكريا الهداف مطروداً؛ لكننا تدخلنا بعد المباراة في الوقت المناسب، ،وقمنا بترتيب الأوراق المبعثرة، فمضى الفريق نحو حصد النقاط عبر فوزه على الوحدة وتعادل مع نجران والرائد. *لكن الفريق عاد وسقط بالضربة القاضية أمام الفتح رفيقكم في الصعود بخماسية، أكدت سوء حال فريقكم؟ -في تلك المباراة لم يكن فريقنا في وضعه الطبيعي، فاللاعبون لم يقدموا شيئا من مستواهم، ومع ذلك لم يكن فريقنا ليتعرض لتلك النتيجة الثقيلة لولا بعض الأخطاء التحكيمية التي زادت الوضع سوءا، خصوصا ضربة الجزاء التي جاء منها الهدف الثاني، والتي ساهمت في انهيار الفريق مبكراً، كما ان الحكم تغاضى عن طرد لاعب من الفتح، ثم إن الهدف الخامس جاء من خطأ ضد الفتح. * أراك تنتقد التحكيم الآن، في وقت يتهمك البعض بالتزام المثالية على حساب حقوق ناديك، كما حدث في تصريحاتك في أعقاب تغيير حكام مباراتكم مع الأهلي؟. -للأسف الشديد.. ثمة من يريد مني إن أخرج عن عقال المسؤولية لمجرد خطأ طبيعي يحدث في أي مباراة، كما وأن البعض يريدني أن أركب موجة الانتقادات للتحكيم لإثبات أنني أدافع عن حقوق القادسية، أبدا لن أفعل ذلك، لأنني أولا ملتزم بميثاق الشرف الذي وقعناه مع الأمير سلطان بن فهد، وثانيا لكوني أرى أن دعم نجاح التحكيم فيه دعم لكرة القدم السعودية، وللحقيقة فإن لدى لجنة التحكيم ايجابيات تحسب لها، لكن حجم المسؤوليات أكبر من واقع اللجنة، ومع ذلك فلا يمكن أن أصمت متى وجدت أن القادسية يدفع ضريبة أخطاء بدائية وفاضحة، كما حدث في مباراتنا الاخيرة مع الرائد، فقد قلت ولا زلت أقول إن مرعي العواجي سرق المباراة منَّا بشهادة محللي التحكيم محمد فودة وعمر المهنا. -اللياقة خذلت المدرب *أمضيتم تعاقدات عدة سواء مع لاعبين محليين أو أجانب وكذلك مع المدرب الأرجنتيني لاناتا ومعظمها أثبتت فشلها، فمن المسؤول عن ذلك؟ -أولا أنا المسؤول عن التعاقدات، ولا يعتقد أحد أنني أتنصل من المسؤولية؛ لكن ليعلم الجميع أن لاناتا ليس مدربا فاشلا في ذاته، بدليل أن الفريق بدأ معه بشكل لافت في مباراة الهلال، بيد أن ثمة ظروفاً ساهمت في إفشال مهمته، لا أؤيد التطرق لها على الأقل حالياً، فضلا عن أن ضعف اللياقة أضعفت الفريق. * وماذا عن الأجانب؟ -الارغوياني نيلسون قدم ولازال يقدم مستويات مميزة مهارياً وتهديفياً أثبت من خلالها انه مكسب، أما سعيد الشون فلم نوفق معه، لكونه لم يكن خيارنا الأول، لكن الأحداث التي صاحبت مفاوضاتنا مع البحريني حسين بابا وتنصله مع اتفاقه معنا في اللحظة الأخيرة جعلنا نبحث عن خيار سريع، فضلا عن أن الحظ السيء الذي ظل يلازم اللاعب في كل مباراة، أما البيروفي إخوان الياس فهو صانع ألعاب مميز لكنه لم يمنح الفرصة كاملة وتمريرة الهدف في مباراة الوحدة تثبت ما يكتنزه من مهارة عالية. *وماذا عن الأرجنتيني خيخينا الذي بشرتنا بعد التعاقد معه بمقدم لاعب هداف، وإذ بكم تلغون عقده، ليرحل دون أن يترك خلفه أي بصمة تؤشر على وجوده؟ -حكاية خيخينا مختلفة تماما، فاللاعب مميز بدليل نجاحه في الدوري الأرجنتيني والتشيلي؛ لكن سبب فشله نفسي بالدرجة الأولى، كون اللاعب لم يستطع التأقلم مع الأجواء في السعودية، إلى درجة أنه لم يعرف طعماً للنوم في الليل طوال الثلاثة أشهر التي عاشها هنا، ولذلك لم يكن أمامه وأمامنا خيار سوى فض التعاقد معه وإعادة مقدم العقد، بناء على طلبه. * وماذا بخصوص تعاقداتكم المحلية التي يرى البعض أنها فاشلة أيضاً؟ -نحن راضون عن تعاقداتنا، ولأنا نظرتنا بعيدة المدى فنحن حاليا نحتاج للاعبين يكونون دعامة للفريق ولكن في مراكز معنية. *لماذا تبقى الأجواء في القادسية مشحونة على الدوام؟ -لأن البعض للأسف لا هم له إلا مطاردة نجاح الآخرين، سعياً لجرهم لبؤر الفشل، حتى لو كان ذلك على حساب الكيان القدساوي، لأنهم يرون في نجاح الآخرين فشلا لهم، لكن هذا لا يعني أن القادسية يخلو من وجود الرجال الغيورين على ناديهم وعلى سمعته. -انهيت الخلافات *نائبك داوود القصيبي فتح لكم جبهة جديدة مع الرئيس السابق جاسم الياقوت متهماً إياه بالدكتاتورية إبان رئاسته، فرد عليه الأخير، فهل توافقه على ما ذهب إليه؟ -لقد قمت باستقصاء الأمر شخصيا، وتحدثت مع الطرفين، فأدركت ان ثمة حلقة مفقودة في التصريحات التي تبادلاها، إذ نقلت بشكل لم يعبر عن موقفهما، فتم إزالة اللبس العالق بينهما، بطريقة حكيمة تليق بالرجلين. * كيف ترى حركة تفاعل الشرفيين والداعمين مع النادي؟ -نحن محسودون بوجود شخصيات داعمة للنادي كغدران سعيد الذي قدم ولازال يقدم دعماً سخياً، وداوود القصيبي الذي يدعم مالياً ولوجستياً، وعبدالعزيز الموسى، وعبدالهادي القحطاني، واحمد الزامل، وطارق التميمي، وعبدالعزيز السويكت، وهاني الحوطي، وعبدالهادي الحقيط الزعبي وأعضاء آخرون البعض منهم لا يود حتى ذكر اسمه في الإعلام وهذا بحد ذاته نكران للذات يحسب لهم، ومؤخرا كسبنا الامير فيصل بن فهد بن عبدالله كعضو شرف كانت له إسهامات مشكورة معنا منذ العام الماضي. *هل تعد القدساويين بالبقاء في دوري "زين"؟ -أملي كبير ببقاء الفريق، وأحب أن اطمئن القدساويين أن الفريق سيكون مختلفا في الدور الثاني. هذه حكايتنا مع الطابور الخامس! * خرجت أخبار صحفية بعد خسارة الفتح أشارت إلى ان المدرب السويح يفكر في الهروب وترك الفريق، هل لمستم شيئا من هذا الأمر؟ -نحن نعرف مصدر هذه الأخبار المختلقة وأهدافها، وهم من عنيناهم ب"الطابور الخامس" في بياننا الأخير، حيث دأب هؤلاء على ترويج مثل هذه الشائعات لإرباك النادي؛ وتحولهم للسويح حاليا، إنما يأتي للضغط على المدرب لتشتيت ذهنه وصرفه عن مهمته مع الفريق، لكننا نثق في السويح، فهو مدرب يحترم نفسه ومهنته وعقوده. *لكن حتى اللحظة لم تظهر بصمته الفنية أو نتائجه الإيجابية على الفريق؟. -أخالفك الرأي تماماً، فالسويح رجل واقعي؛ بدليل انه وقبل أن نتعاقد معه اشترط بأن لا نطالبه بأي نتائج فورية على الأقل في المباريات الخمس الأولى، ومع ذلك حصد حتى اللحظة خمس نقاط، واستطاع أن يرتب أوضاع الفريق، ولولا سوء الطالع والتحكيم لكان الوضع أفضل، فنحن خسرنا نقاط الأهلي بخطأ من مدافعنا سعيد الشون بخطأ في مرمانا في الدقائق الأخيرة، وتعادلنا مع الرائد رغم أحقيتنا في الفوز بأخطاء تحكيمية أثرت على النتيجة من الحكم مرعي العواجي الذي تغاضى عن احتساب ضربتي جزاء واضحتين كالشمس في رابعة النهار. * عدت للحديث عن الطابور الخامس؟ -البعض فهم بياننا بشكل خاطئ؛ فنحن لم نعمم؛ ولكن هناك من يقوم باختلاق الأخبار الكاذبة ونشرها بهدف إرباك النادي وتحييد مسيرته، رغم ان البعض منهم يدعي أنه قدساوي!. الانتهازيون يريدون تصفية حساباتهم بإسقاط القادسية * واجهت حملة شرسة منذ تسلمك لرئاسة النادي، بهدف إجبارك على الاستقالة، ترى هل سيحدث ذلك؟ -للأسف الشديد نحن مددنا أيدينا وفتحنا قلوبنا لجميع أبناء النادي، لكن ثمة من لا يروق له أن يبقى القادسية هادئا، فحتى ونحن نحتفل بالعودة للأضواء خرج من يسعى لتعكير صفو أفراحنا، وحينما تعرض الفريق للهزائم البعض خرج بانتهازية ليصفي حساباته، لكن ليعلموا أن هجمتهم تلك لم تحرك شعرة في رأسي، ولن تجبرني على الاستقالة، وسأبقى التزاماً مع مبدأ الثقة التي منحني إياها الأمير سلطان بن فهد، وستظل أبواب النادي مشرعة لكل القدساويين. *وهل تفكر بالاستمرار بعد نهاية تكليفك؟ -هاجسي حاليا ليس بقائي، بقدر ما هو بقاء الفريق في الأضواء، ولا أخفي عليك بأنني لا أفكر على الأقل حالياً في الاستمرار لولاية جديدة؛ بسبب الأجواء غير الصحية التي عانينا ولا زلنا نعاني منها.