أرجع سفير الاتحاد الأوروبي لدى المملكة لويجي ناربون سبب إيقاف مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي إلى إصرار الطرف الأوروبي على إدراج مادة حقوق الإنسان والضريبة على التصدير لأوروبا ضمن الاتفاقية . وقال ناربون في حوار مع « الرياض « إنه لا يجب ان يكون هناك قلق خليجي من إدراج مسألة حقوق الإنسان في الاتفاقية ، ومضى في قوله « نحن أساس تعاملنا في هذا الملف هو اعتبار الثقافات الأخرى والفروق الدينية» كما أشار السفير الأوروبي إلى أهمية مشروع « الجسر» الذي ينفذه الاتحاد الأوروبي مع دول الخليج حيث أكد ناربون أن هذا البرنامج يعطي فرصة للقيام بترجمة الكتب عن الدول الأوربية ، مشيراً في هذا الاتجاه إلى أهمية التعاون والاستثمار في المجال التعليمي الذي يوليه الجانبان أهمية كبرى . فإلى نص الحوار: - ما هي أهم المشروعات التي يتم العمل عليها حالياً بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج ؟ ** أولا علاقتنا إستراتيجية مع دول الخليج لكن لم يظهر أي مشروع يوضح هذه النقطة بشكل واضح .. هناك مجال كبير للعمل بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج ونحن نسعى لزيادة معرفة هذه الدول بالاتحاد وهناك اهتمام سعودي بالعلاقة وما يمكن أن ينتج عنها .. بشكل عام بدأنا بإجراءات لما يعرف بالدبلوماسية العامة من إحضار سياسيين وخبراء ومستثمرين . - ماهي المشاريع التي تعملون عليها ؟ ** يوجد لدينا عدة برامج نعمل عليها مثل برنامج "الجسر" وهي تركز على زيادة معرفة دول الخليج بأوروبا ونعمل على تدريب الدبلوماسيين وإطلاعهم على علاقة دول الخليج بأوروبا ، كما يوجد لدينا برامج خاصة بالمستثمرين بالتعاون مع اتحاد الغرف التجارية وذلك لزيادة الحديث عن الفرص الاستثمارية لمزيد من التفاهم بين الطرفين ... وبرنامج "الجسر" بشكل عام هو برنامج يعطي فرصة للقيام بترجمة الكتب عن الدول الأوروبية حتى يستطيع الطلاب الاطلاع عليها ، وفي هذا الخصوص نظمنا ندوة منذ فترة في الكويت تحدثت عن كيفية التعاون بالتعليم بين دول الخليج وأوروبا وهو موضوع أساسي بالنسبة لنا. - ماهي أهمية التعليم في الخليج بالنسبة للاتحاد الأوروبي ؟ ** التعليم يعتبر جزءا مهما في كل دولة وهناك استثمار كبير في التعليم وخاصة في المملكة ، وهناك مجال كبير يمكن أن نتعاون فيه ، فمثلاً يمكن للطلاب الذهاب لأوروبا للدراسة ، ولقد فتحنا مجالا آخر وهو برنامج "ايراسموس موندوس" .. وهي طريقة تسمح للتعاون بين الجامعات وتسهل لطلبة الماجستير والدكتوراه الدراسة في أوروبا وتسهل التعاون بين الجامعات الأوروبية والخليجية . السفير الأوروبي يتحدث إلى الزميل أيمن الحماد - في المجال الاقتصادي ، هل الاتحاد الأوروبي لديه الاستعداد للتعامل مع مجلس التعاون أو يفضل التعاون مع كل دولة على حدة اختصاراً للوقت ؟ ** هناك تقليد في الاتحاد الأوروبي يفضل التعامل مع المجموعات وليس التعاون مع الدول المنفردة ، لأن الاتحاد عبارة عن مجموعة دول تطمح للتعاون مع دول الخليج وننظر لهذا التعاون على جانب من الاهمية ، ونعمل على المزيد منه ، ولكن نحن في نفس الوقت نهتم بالعلاقات الثنائية ونفكر في العمل مع دول محددة في مواضيع معينة كموضوع استغلال الطاقة الشمسية وتخزين الكربون والمشاريع ذات الطبيعة الابتكارية وهي مشاريع يمكن ان نتعامل فيها مع دول الخليج . - لو أردنا أن نتحدث عن اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج والتي أوقف التفاوض فيها الطرف الخليجي .. أين وصلت مفاوضات الاستئناف؟ ** الاتفاقية تم انجاز 90 % منها وتم الاتفاق عليها ، ولكن هناك بعض الأمور العالقة ونحن في نهاية هذه المناقشات الطويلة ، يوجد أمران عالقان في هذه المباحثات ، وفي السنة الماضية كنا نفكر بجدية في هذا الموضوع ولدى أوروبا رغبة شديدة لإنجاز الاتفاقية ونحاول ان نبحث عن حلول للمواضيع العالقة . - هل الطرف الخليجي أبدى استعدادا لاستئناف المفاوضات ؟ ** اعتقد أن دول الخليج تفكر في هذا الموضوع وأتمنى أن نلتقي من جديد حتى نجد حلا لهذا الموضوع. - معنى ذلك أن الطرف الخليجي لم يعطكم إشارة الاستئناف ؟ ** لا توجد إشارة مباشرة من دول الخليج لاستئناف المفاوضات .. - إذن هناك " غزل " بين الجانبين ؟ ** موقفنا صريح ونحن يمكن أن نقوم بجهد أخير لإيجاد الحل الذي يكون مناسبا للطرفين .. وننظر للعشرين سنة التي أمضيناها في المفاوضات على أنها فترة طويلة فالمملكة ودول الخليج أكثر من شريك تجاري بل أصبحوا شريكا استراتيجيا ، ونرغب في العمل معهم في عدة مجالات واتجاهات عديدة في الاقتصاد والطاقة وأبحاث "تغير المناخ" ونتطلع في المستقبل بأن يكون هناك شراكة في المجالات الاقتصادية والعلمية . - هل اتفاقية التجارة الحرة بحاجة لقرار سياسي أو اقتصادي؟ ** هنالك موضوعان قائمان يجب الإشارة لهما هما السبب في عدم انجاز الاتفاقية الأول الضريبة على التصدير التي تطالب بها الدول الأوروبية ، أما الموضوع الثاني فهي مسألة سياسية تتعلق بمادة ينص عليها الدستور الأوروبي تتعلق بحقوق الإنسان والاتحاد يفضل أن يدخلها في اتفاقية التجارة الحرة بين أوروبا ودول الخليج وهذه الفقرة يتم استخدامها عند إبرام الاتفاقيات الأوروبية والأطراف الأخرى ، واعتقد أن مبدأ حقوق الإنسان مبدأ عالمي . - ولكن ألا تلاحظ ان من الصعب ان تعمم ثقافة معينة على ثقافات أخرى ، فكل دولة لها عاداتها وتقاليدها ، وبالتالي أصبح الأمر يتعدى اتفاقية تجارية؟ ** لا يجب ان يكون هناك قلق من إدراج مسألة حقوق الإنسان ، فنحن أساس تعاملنا في هذا الملف هو اعتبار الثقافات الأخرى والفروق الدينية ، وليس هناك داع للقلق في هذا المجال. - دول الخليج على عتبة وحدة نقدية ، كيف تنظرون لهذه الخطوة في الاتحاد الأوروبي ؟ ** اعتقد أن هذا مشروع جيد وخطوة ايجابية ستقوي الاقتصاد والاستقرار الدولي ، ويوجد اهتمام في دول الخليج بالنظر إلى تجربتنا في الاتحاد الأوروبي للقيام بها بشكل مماثل ، عندما أصدرنا عملة "اليورو" .