أنعم الله على هذا البلد وقيض له الرجل الصالح الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله فوحد أجزاءه ولم شمله وآخى بين أهله من بادية وحاضرة وجعلهم إخوة متحابين في دين الله لا فرق بين أبيضهم وأسودهم وشمالهم وجنوبهم وشرقهم وغربهم كلهم سواء متساوون في الحقوق والواجبات، وساعده على ذلك أن جعل من كتاب رسوله دستوراً لهذا البلد وحكماً عادلاً يتحاكم الناس على هديه ومبادئه فأخذ الحق من القوي وأنصف الضعيف، وتلاشت بين الناس الأحقاد والكراهية والتنابز بالألقاب فأصبحوا عباد الله إخواناً وتراحموا وتصاهروا فربطت بينهم هذه الأواصر رباطاً من الحب والاحترام والتقدير والتعاون فتجد مواطناً من الشمال أخواله من الجنوب ورجلاً من أواسط نجد والدته من الحجاز وهكذا حتى أصبح هذا الوطن نموذجاً للوحدة الوطنية التي لا تنفصم عراها مهما حدث من حوادث او تقلبات. وشكلت هذه الوحدة حائطاً طبيعياً لكل محاولة خارجية للنيل من وحدة الوطن ومكتسباته فباءت جميعها ولله الحمد بالفشل والخذلان وكانت هذه المحاولات نادرة جداً لحكمة قادة هذه البلاد وبعد نظرهم وأخذهم بمبادئ التوجيه الإلهي (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم). ولا يخلو الأمر من بعض المحاولات إلا ان تصميم القيادة على اعتبار سيادة المملكة والنيل منها خطوطاً حمراء لا تقبل المساومة أو المهادنة فتجد عند ذلك الحكمة تتحول إلى حزم وشدة وعدم تهاون كما حصل في عدوان المتسللين على حدودنا الجنوبية. حيث تم تلقينهم درساً قاسياً لا ينسوه جزاء لهم وردعاً لأمثالهم ممن يفكرون مجرد تفكير في النيل من سيادة البلاد وانتهاك حرمة أراضيها، وقد أثلج هذا الموقف الحازم قلوب المواطنين وشرح صدورهم واشعرهم بالعزة والكرامة ورفع رؤسهم عالياً. ونحن إذ نعبر عن هذا الشعور ونقطع على أنفسنا عهداً بأن نقدم أرواحنا وممتلكاتنا فداء لهذا الوطن مستعدون للذهاب لميادين الشرف والكرامة ننشد النصر أو الشهادة فداء لتراب هذا الوطن الغالي تحت قيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله أيده الله ونصره ومتعه بالصحة والعافية وأدام على بلادنا نعمة الأمن والإيمان والاستقرار..