ما هي الإمكانيات السياسية حين بدأ مشروع توحيد البلاد؟ وما هي الإمكانيات العسكرية؟ وما مدى البعد الاقتصادي المخطط له؟ وما هي الطبيعة الجغرافية؟ وما التركيبة السكانية؟ صحار ممتدة، وجبال شاهقة، سهول وبحار، مدن وقرى وهجر متناثرة على مساحة شاسعة، قبائل لها قيم ومبادئ وعادات مختلفة، مجتمع يسوده الجهل والعصبية القبلية والأخذ بالثأر وانعدام الأمن. القسوة والغلظة والحروب القبلية شعار لهم، بل إن ذلك كله مصدر عز وفخر يتنافسون عليه، هذه من طبيعتهم ومن تركيبتهم. إنها بلادنا المملكة أدام الله حكومتها وشعبها وأرضها من كيد الكائدين وحسد الحاسدين، ونسأل الله في هذا الشهر المبارك من أراد أمنها بسوء أن يشغله في نفسه. قامت على أساس متين يصدع به رجل أعطاه الله فكرا وعقلا، أنه مؤسسها له فضل من بعد الله على كل شبر من أرضها وعلى كل قدم وطأتها. وحد مدنها وقراها وهجرها وألف بين قبائلها وجعلهم إخوة متحابين كرماء يدا بيد لنبذ العنف والجهل والظلم، أبدلهم من بعد الخوف أمنا ومن بعد الجهل علما ومن بعد الفقر غنى. إن التطور الذي يعيشه العالم أثر على كثير من الحضارات، ولكن رحمة الله بناء واسعة، حيث حافظ الوطن على قيمه ومبادئه وثوابته وتصدى لجميع الحملات التي حاولت النيل منه ومن أبنائه وسيظل كذلك، فمن أراد أن ينصر هذا الدين لن يزيده الله إلا عزة وتمكينا. دخيل عبد الله السعدي