بالمقولة الشهيرة ل (كارل ساغان) : " لمجرد أن تنظر في كتاب ستسمع صوتا لشخص آخر ربما مات منذ ألف عام.. أن تقرأ يعني أن تبحر مع الزمن!" بدأ عبدالله حامد الزماي دورة تدريبية بعنوان: (اقرأ) استمرت ثلاثة أيام في نادي حائل الأدبي ممثلا بلجنة الدورات، واستهدفت نحو 17 متدرباً في قاعة المحاضرات، وأكثر من 30 متدربة في القاعة الثقافية في مقر النادي، وتم التواصل من خلال الدائرة التلفزيونية لنقل الدورة للمتدربات. وأوضح رئيس لجنة الدورات بالنادي الأستاذ ناصر البكر، أن الزماي تطرق في بداية الدورة إلى أهمية القراءة وأنها تساعد الفرد على اكتشاف ذاته في أي مجال، وأكد أن القراءة وسيلة هامة للإنسان من أجل استخراج قدراته وهواياته واكتشاف نفسه. وأوضح أن الدورة قسمت إلى قسمين هما الجانب النظري والتطبيقي، وتحدث الزماي في سياق تدريبه عن تحقيق الفائدة من القراءة, للخروج من الكتاب بأكبر قدر ممكن من الفائدة, وشدّد على أن القراءة ممارسة تراكمية وليست زمنية, أي أن قيمتها تعلو وتثمر بالإصرار والتكرار والتقادم , هذا أولا، وثانيا: هذا يعني أن القراءة ممارسة فردية محضة, اعتمادها الكلي على الفرد بذاته وعلى تكوينه الثقافي الفردي الخاص, وهكذا فالمثقفون على مستويات مختلفة ودرجات متباينة, ويمكن أن نقرأ أنا وأنت كتابا واحدا بطريقتين مختلفتين, إذا فالعبرة بمن يقرأ الكتاب وليس الكتاب نفسه. وحدّد الزماي دوره في تحقيق هدف الدورة بأنه يتلخص بمساعدة المتدربين على مناقشة أسئلة عامة: حول القراءة، وقبل القراءة، وأثناء القراءة، وبعد القراءة. على شكل مراحل وأضاف الزماي: "الكتاب يكون دائما على درجة من التنظيم, بل ان القراءة هي من أبرز الوسائل التي تساعدنا على تنظيم أفكارنا وترتيبها, فلا يخلو كتاب ما من منهج معين وطريقة تنظيم معينة, لذا فعملية تلخيص ما قرأناه توازي في جهدها ودقتها عملية القراءة, وكثيرا ما كانت قراءات الكتب التي نقرأها في الصحف والمجلات وغيرها مجزية عن قراءة الكتاب أو محفزة له بنفس الدرجة وبنفس الحماس". واستخلص: "إذن فعملية القراءة تتطلب قدرا من الأمانة والحرص والحذر, وكذلك إتقان القراءة أولا، ولأن طريقة عرض الكتاب تكون مختصرة وموجزة فهي تقول أهم ما في الكتاب وهي العمود الفقري الذي يحمل بقية أعضاء الكتاب ويحفظ توازنه, وكلما كان قويا ومتينا كلما كان الكتاب مؤثرا ونستطيع الكتابة عنه والتوسع فيه ما شئنا, وكلما كان متهالكا وركيكا كلما كان الكتاب مشتتا وفقيرا ولا نستطيع الخروج منه بكثير ولا بقليل , وفي عملية عرض الكتاب موهبة بحد ذاتها توازي ما سواها من المواهب".