اكدت كابول امس عزمها على مكافحة الفساد، كما يطالبها بذلك المجتمع الدولي، داعية الاخير الى ان يكافح بدوره الفساد الناجم عن مساعداته عبر مراقبة افضل لطرق توزيع تلك المساعدات. وخلال الايام الفائتة شددت العواصمالغربية، وفي مقدمها واشنطن، ضغوطها على الرئيس الافغاني حميد كرزاي، الذي اعيد انتخابه لولاية ثانية في انتخابات شابتها عمليات تزوير واسعة النطاق، كي تتصدى حكومته المقبلة للفساد المستشري في البلاد على جميع المستويات. وقال المتحدث باسم الرئاسة الافغانية سياماك هيراوي "لقد تعهدنا مكافحة الفساد في نفس الوقت الذي نحضر فيه تشكيلة الحكومة الجديدة. نحن جادون في تعهدنا هذا امام المجتمع الدولي". واضاف "ولكن في الوقت عينه، نريد من المجتمع الدولي ان يبذل المزيد من الجهود لمكافحة الفساد الناجم عن المساعدات التي يقدمها. عليه ان يكافح الفساد المستشري في انظمة التعاقد الراهنة". وتابع المتحدث ان "الفساد الناجم عن المساعدات الدولية يضر بافغانستان وبالشعب الافغاني وبالادارة الافغانية". وتطالب منظمات غير حكومية بانتظام بمزيد من الشفافية في عملية توزيع واستخدام المساعدات الدولية في افغانستان. ودعا المتحدث الرئاسي ايضا الى تسريع عملية تأهيل القوى الامنية الافغانية، في الوقت الذي يبحث فيه الرئيس الاميركي باراك اوباما الخيارات المتاحة امامه حتى يقرر ما اذا كان سيرسل تعزيزات عسكرية الى افغانستان ام لا. وقال هيراوي "نحن ندعم القرار الذي سيتخذه الرئيس باراك اوباما، مهما كان هذا القرار. وبعيدا عن التعزيزات الاميركية، نأمل بمزيد من الاهتمام في تدريب وتجهيز القوات الافغانية على المدى الطويل كي تتمكن من الاعتماد على ذاتها". ورد المتحدث الرئاسي ايضا على المعلومات التي نشرتها صحيفتا واشنطن بوست ونيويورك تايمز ومفادها ان السفير الاميركي في كابول كارل ايكنبيري ابلغ الرئيس اوباما بوجوب توخي الحذر في ارسال تعزيزات الى افغانستان ما لم تقدم الحكومة الافغانية دليلا على قدرتها على مكافحة الفساد، واصفا سلوك الرئيس كرزاي بأنه "متقلب". وقال هيراوي "الرئيس كرزاي ليس متقلبا، هو الذي نجح في المحافظة على وحدة البلاد وحال دون عودة الحرب الاهلية. لقد حاول ان يكون شريكا وفيا للمجتمع الدولي مع حرصه في الوقت عينه على حماية مصالح افغانستان".