كشفت مصادر فلسطينية أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس صرح في اجتماعات مغلقة مؤخرا أنه يعتزم الاستقالة من منصبه قريباً. وزعمت المصادر لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن هذه التصريحات جاءت بعد إعلان عباس الخميس الماضي أنه لن يرشح نفسه للرئاسة مرة أخرى. وذكرت الصحيفة أن تصريحات عباس حول عزمه الاعتزال جاءت خلال لقائه وفداً دبلوماسياً مصرياً كان يزور المقاطعة حيث مقر السلطة الفلسطينية في رام الله. وترأس ياسر عثمان السفير المصري الجديد لدى السلطة الوفد الذي حاول إقناع عباس بالعدول عن قراره بعدم الترشح للرئاسة مرة أخرى. وأضافت الصحيفة أن الوفد فوجئ بإصرار عباس الذي يقوم حاليا بجولة في الضفة أشبه بالانتخابية على عدم إعادة التفكير في قراره وعزمه الواضح على التنحي. وتتحدث وسائل إعلام السلطة عن "تجديد البيعة" لعباس رئيسا للسلطة . وفي الوقت نفسه ، ذكرت مصادر فلسطينية أخرى مؤخرا أنه حتى في حال حاول عباس الاستقالة فإنه على الأرجح سيظل في منصبه "رئيسا مؤقتا" لفترة ممتدة في ظل رفض "حماس" إجراء انتخابات في غزة ورفض "فتح" إجراء الانتخابات في الضفة الغربية وحدها. وكرئيس لفتح. ومع ذلك، تدعي مصادر فلسطينية اخرى بان استقالة عباس ستؤدي بالذات الى بقائه في منصبه "رئيسا مؤقتا" لزمن طويل اضافي وذلك ضمن امور اخرى في ضوء رفض حماس اجراء الانتخابات في غزة وعدم موافقتها على المشاركة في الانتخابات". وتابعت : اذا تحقق هذا السيناريو فستؤجل الانتخابات في السلطة الفلسطينية دون أن يتقرر لها موعد جديد وذلك ايضا كون فتح سترفض اجراء الانتخابات دون غزة وعندها سيبقى عباس في منصبه حتى الانتخابات. وهكذا لن تتمكن أي جهة من الادعاء بأن ولايته غير شرعية لانه هو نفسه سيعلن عن نهاية ولايته الدستورية وبقاؤه سيكون مؤقتا فقط، في ضوء الازمة السياسية في الاراضي الفلسطينية". من جانبها، نقلت صحيفة "الايام" المحلية عن مصادر فلسطينية ان الرئيس عباس، بدأ في الآونة الاخيرة بالتلويح بالاستقالة من منصبه رئيساً للسلطة الفلسطينية في حال لم تجرِ الانتخابات في الرابع والعشرين من شهر كانون الثاني المقبل، مشيرين الى ان ما قصده الرئيس حينما قال في خطابه يوم الخميس الماضي، إن هناك خطوات اخرى سيلجأ اليها بعد اعلانه عدم رغبته الترشح لدورة رئاسية ثانية. واشارت مصادر فلسطينية الى انه في حال لجأ عباس الى هذا الخيار، فانه سيصبح رئيس تسيير اعمال للسلطة الفلسطينية لحين اجراء انتخابات جديدة، علما بأنه في تلك الفترة تكون ولاية المجلس التشريعي الفلسطيني قد انتهت وبالتالي لا يوجد من يحل مكان الرئيس لحين اجراء الانتخابات. وأكد المجلس الثوري لحركة "فتح" امس أن عباس هو المرشح الوحيد للحركة في الانتخابات الرئاسية المقررة في 24 كانون ثان /يناير المقبل. وقال المجلس في بيان امس ، إنه ينظر بقلق إلى "التحيز" الأميركي للموقف الإسرائيلي في مواصلة الاستيطان اليهودي في الأراضي الفلسطينية خلافا لكل القرارات والمبادرات الدولية. وعبر المجلس عن دعمه الكامل للرئيس عباس ومواقفه المتمثلة في "إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران /يونيو عام1967 وعودة اللاجئين". وشدد المجلس الثوري على النقاط الثماني التي تضمنها خطاب عباس الخميس الماضي "كمرجعية للعملية التفاوضية مع إسرائيل"،وقال إن "الاستيطان هو عدو للسلام وان التعنت الإسرائيلي في الاستمرار ببرنامج استيطاني مكثف ما هو إلا انعكاس للنوايا الإسرائيلية الهادفة إلى نسف عملية السلام".