كنت أنتظر لحظات اللقاء بك يا دكتور عبدالله بن محمد اسحاق آل الشيخ من ذاك المنزل الذي كان يجمع المحبين وهم كثيرون.. كثيرون ما كنت أحسب أنني سألقاك وأنت مسجى والإمام ينادي: الصلاة على الأموات. ما كنت أحسب أنني سألقاك وأنت محمول فوق الرؤوس والأكتاف لتنضم إلى قافلة من سبقوك. ما كنت أحسب أنني سألقاك والأيادي تتناقلك برفق إلى مثواك الأخير الذي هو مثوانا جميعاً طال الزمن أو قصر، ولكن ما يعزينا أيها الشيخ الكبير تلك الجموع الهائلة التي توافدت من كل حدب وصوب لتؤدي صلاة الميت على روحك الطيبة، تلك الجموع التي ملأت أرجاء المقبرة، تلك الجموع التي امتلأت مآقيها بعبرات الحزن والأسى، تلك الجموع التي لهجت لك بالدعاء والمغفرة. نعم إنك تستحق ذلك وأكثر لأنك كنت متواضعاً في مجلسك، ومن تواضع لله رفعه، لقد كنت تجمع في مجلسك من كل أطياف المجتمع: الفقير والغني والعالم والجاهل وكلاً تخاطبه بما يفهم، لذلك أسرت قلوبهم وفجعتهم في رحيلك. لقد رحلت عن هذه الدنيا ولكنك لم ترحل عن ذاكرتهم أبداً. كان بودهم رؤياك وأنت صحيح معافى ولكن هذه إرادة الله في خلقه. لقد أعطيتهم درساً في التحمل والصبر على الابتلاء والمرض، إن ما تحملته في حياتك لم يتحمله سوى الأنبياء والصديقين ونحسبك عند الله منهم إنه على كل شيء قدير. ولا نملك إلا أن نقول كما قلت أنت حينما فتحت عينيك من غيبوبتك أثناء المرض (الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه) وحسبنا الله ونعم الوكيل. (إنا لله وإنا إليه راجعون) * مدارس التربية النموذجية بالرياض