الابتسامة الصادقة, والبر, والتسامح, ودماثة الخلق, وطيب السجية, وادخال السرور على الآخرين سواء كان صغيرا أم كبيرا, وخدمة الآخرين, والحرص على اتباع السنة, كل هذا من الصفات الحميدة التي أوصى بها ديننا الحنيف للتحلي بها, ومما يعزيني في عمي الغالي أنه كان يتحلى بها بشهادة جم غفير من الناس, وخير شاهد أيضا من شهد الصلاة عليه في جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب ببريدة, فقد امتلأ من أقصاه إلى أقصاه, والجموع الغفيرة التي صلت عليه في المقبرة, وجمع لا يستهان به حضروا العزاء لم يعلموا بوفاته إلا بعد دفنه, وأخبرني من أثق به أن الناس يصلون عليه في قبره إلى أمس القريب, رحمك الله ياعماه, فقد انثلم في العائلة ثلم لا نستطيع سده مهما فعلنا....... فأسأل الله تعالى أن يأجرنا في مصيبتنا وأن يخلفنا خيرا.. أبامحمد... افتقدنا تلك الابتسامة الصادقة, والمزاح المؤنس بحق, افتقدنا تلك الفزعة والخدمة للآخرين التي لم تتركها وأنت على فراشك مرضك.. عمي الغالي.. أقول بحق مرضك فجأة, وموتك شبيه بالفجأة بعد ما استبشرنا بتحسن حالك أتتك انتكاسة الموت فالحمدلله على كل حال.. حبيب القلب... حزن على موتك الصديق قبل القريب, حزن على موتك مسجدك ومصحفك, بكاك الأطفال قبل الرجال, فلله أنت حتى من يعرفك من العمالة شاركونا العزاء فلله أنت, فما بالك بالصديق المحب والقريب الواصل, افتقدتك عجائز الأقارب وشيوخهم, افتقدك أصدقاء جدي فلقد كنت واصلا بهم برا بوالدك, افتقدتك جدتي الغالية وشهدت لك بالخير.... نعم افتقدوك ببدنك لكن ذكرك الحسن باقي, وأعمالك وأفعالك النيرة, يستشهد بها فلعلها أن تكون بمثابة الصدقة الجارية لك عماه... نحسبك أنك عرفت الله في الرخاء فعرفك في الشدة, والدليل أنك ختمت حياتك بصلاة الظهر تامة وبسنتها الراتبة, فمن الذي أفاق بك من غيبوبتك لتصلي وترحل بعدها إنه الله كتب لك الخاتمة الحسنة وأتبعها بهذه الجموع الغفيرة التي تبعت جنازتك.. عمي الغالي.. لاتزال صورتك مرسومة محفورة في ذهني وإلى الأبد لا سيما في أيامك الأخيرة توجيهاتك وارشاداتك صبرك وعزيمتك ابتسامتك كل هذا له وقع في قلبي لا يعلم به إلا الله.. فأسأل الله تعالى أن يتغمدك بواسع فضله ورحمته, وأن يتقبلك في الشهداء إنه سميع مجيب. .. عمربن العزيز العليان [email protected]