تميل النساء اللواتي يعانين من الكآبة إلى المبالغة في وصف الآلام التي يشعرن بها، على عكس نظيراتهن اللواتي يتمتعن بصحة جيدة. وشملت الدراسة، التي أعدتها جامعة إيوا الأميركية، 109 نساء طلب منهن تعبئة استبيان حول 15 عارضا صحيا شائعا يصيب معظم الناس مثل أوجاع المعدة والأمعاء ومشاكل التنفس وما شابه لمدة ثلاثة أسابيع وذكر المرات التي شعرن بها. وذكر موقع "هلث داي نيوز" أنه بعد انتهاء هذه الفترة تبين أن النساء الكئيبات كنّ الأكثر تذمراً من الأوجاع والمبالغة بوصفها وتخيل آلام لم تكن في الواقع موجودة. وقال الاختصاصي في علم النفس والزميل في جامعة إيوا جيري سولس إن أجوبة النساء الكئيبات لم تكن دائماً دقيقة عند وصف أوجاعهن وكنّ "يبالغن في وصفها". وأضاف سولس إن المصابين بالعصاب، هو اضطراب وظيفي في الشخصية يجعل حياة الانسان أقل سعادة وميلاً إلى التشاؤم، ومن عوارضه سرعة الانفعال والحزن والقلق والخوف، يميلون إلى المبالغة في وصف آلامهم بسبب الكآبة. وخلص سولس في دورية الطب النفسي إلى أن العوارض التي يشكو منها المرضى مهمة لأنها تتيح للأطباء التشخيص الدقيق لما يعانون منها وبالتالي وصف الأدوية الملائمة لهم. وفي ذات السياق، أجرى جراّح الأمراض العصبية البولندي البروفسور ماريك هارلات عملية رائدة زرع خلالها بنجاح أقطاباً كهربائية في دماغي مريضين يعانيان من الكآبة المزمنة. وذكر راديو بولسكي أن هارلات، الذي يعمل في المستشفى العسكري بمدينة بايدوسزيتش في بولندا، أجرى بنجاح العمليتين وفق تقنية زرع الأقطاب الكهربائية في الدماغ الذي طورها علماء أميركيون لمساعدة المرضى الذين يعانون من الكآبة. وتحفز الأقطاب الكهربائية أدمغة المرضى الذين تفشل الأدوية التقليدية في تحسين حالتهم على إنتاج مادة السيروتونين، وهي ناقل عصبي يلعب دوراً مهماً في تنظيم المزاج. وتحسنت حالة المريضين اللذين يعاني أحدهما من الاكتئاب الشديد منذ 26 سنة، فيما تراود الآخر أفكار انتحارية بعد خضوعهما لهذه العملية.