لم يكن أكثر المتشائمين بحال الاتفاق يتوقع أن تنتهي مباراته الأخيرة مع الشباب بتلك الخسارة القاسية التي انتهت بنتيجة 1-4، خصوصا بعد ان تمكن من عزف نغمة الفوز لأول مرة هذا الموسم بفوزه على العروبة العماني 3-2 في البطولة الخليجية، إلى جانب تعاقد النادي مع المدرب الروماني إيوان مارين، الذي قدم بديلا عن المدرب البلغاري المقال مالدينوف، لكن يبدو ان شقوق الفريق أكبر من أي رقعة. فالفريق لازال يعيش على حالة ضياع فني، تبدت بشكل لافت من خلال غياب الانسجام بين اللاعبين الذين بدوا وكأنهم لا يعرفون بعضهم، وهو ما يكشف عن سوء القرارات الاستراتيجية التي اتخذتها الإدارة في بداية الموسم، والتي بدأت بالتخلي عن اللاعبين الأجانب المميزين السنغالي تاغو والمغربي صلاح الدين عقال والبرازيلي باولو سيرجو، بالإضافة إلى قيامها بجملة تغييرات في قائمة الفريق المحلية وصلت إلى ما نسبته 70% من مجموع اللاعبين، بالإضافة إلى تعاقدها مع المدرب البلغاري مالدينوف، ليكون بديلا عن المدرب أندوني الذي قدم نجاحا لافتا في الموسم الماضي، خصوصاً وأن مالدينوف اثبت تواضع إمكاناته إبان تدريبه للأهلي في الموسم الماضي. المشكلة الكبرى حينما يظهر من أعضاء الإدارة من يحاول التقليل من حجم الأزمة الاتفاقية، ويعتبرها طبيعية، أو يذهب بالأمور إلى النواحي الفنية، حتى يغطي على جملة الأخطاء الإدارية التي ارتكبت بحق الفريق. الاتفاق اليوم وهو يتذيل قائمة ترتيب دوري المحترفين، وهو الذي كان حتى وقت قريب بطلا متوجاً، يشار إليه بالبناء ليس على الصعيد المحلي وحسب بل على الصعيد الدولي بحاجة إلى اعتراف بأن السياسة التي يدار بها النادي فيها من الأخطاء الكثير، خصوصاً من جهة رسم الاستراتيجيات، بالإضافة إلى حتمية توزيع الأدوار داخل النادي ما بين مجلسي الشرف والإدارة كما في كل الأندية الأخرى، بدلا من عزل المجلس الشرفي، ولعلها فرصة مواتية في الاجتماع الشرفي المزمع عقده الأحد المقبل ان يتم رتق الفجوة الموجودة، والتي لن تكون الا بتخلي الإدارة عن مكابرتها، وتخلي الشرفيين عن احجامهم، ولعل ذلك يكون بداية للتأسيس لمرحلة مغايرة عن المرحلة السابقة التي دفع ضريبتها النادي من اسمه وسمعته، حتى بات مستقبله في مهب الريح.