تتميز منطقة جازان بالكثير من العادات والتقاليد الشعبية الجميلة وقد توارثها الآباء من الاجداد وقد تنوعت تلك العادات والموروثات الشعبية تبعاً لتنوع تضاريس المنطقة الجغرافية الممتدة من البحر الى السهل الى الجبل. ومن تلك العادات الشعبية القديمة والجميلة في آن واحد افراح الختان وأهازيجه الشعبية والتي تسمى "الهود" حث تستمر اسبوعاً كاملاً ويتخللها الالعاب الشعبية المتنوعة كالعرضة والزيفة - والزامل للرجال والمديش للنساء واهازيج التبريهة والتي تقال في الصباح الباكر واشار اليها الشاعر المشهور ابراهيم مفتاح شاعر فرسان الشهير. وتبدأ عادة الاستعدادات لحفل الختان في وقت مبكر حيث يقوم والد الشاب المختون ويسمى "الدرم" بدعوة المطاليب من الاعيان والمشايخ والاهالي لحضور حفل الختان ويتم تجهيز "الدرم" أي الصبي المراد ختانه وغسله والباسه بثياب بيضاء مصنوعة من القطن والشترون كما يتم تزيين رأسه بالنباتات العطرية التي تشتهر بها المنطقة مثل الفل والكادي والنرجس والبعيثران والحسن الاحمر والوالة ويخرج الشاب "الدرم" برفقة والده وأعمامه وأعيان اسرته في حلة بهية ومنظر حسن لا أجمل ولا أروع منه وهو يتمتم بأهازيج الشجاعة والحماسة والبطولة حاملاً خنجره الفضي او السيف وسط الاهازيج والاغاني الشعبية المعبرة وعلى أنغام الدفوف والطبول وتقوم النساء باطلاق الاهازيج و"الغطارف"- وهو جمع غطروف والمقصود بها الزغاريد التي تطلق في الافراح- ثم يتم وضع الشاب "الدرم" على مكان عال كجبل او هضبة مرتفعة حتى يراه جميع الحضور وهو في كامل شجاعته ومن تلك الاهازيج المصاحبة لعادات الختان اهازيج "لعبة الزيفة" ومنها هذه الأهزوجة حيث ينقسم اللاعبون الى صفين وكل صف يردد هذه الابيات الشعبية الجميلة المقرونة بأهزوجة "الزيفة". يبدأ اللاعبون في الصف الأول ويقولون: كنه راعي المساني مات عنابه لا سفر جل يواعد به ولا ليما بالله يا غارس المسنى هب اوقات له صاحبي هوه الذي أقدم على شانه ويرد الصف الثاني من اللاعبين فيقولون: المداوي.. دواية ما تعنى به مت لا جابني محو ولالي ما حقرة.. اللي من احبابه هبل قاتله كيف.. يا اهل الهوى ما به خطا شانه ما يجيكم كما جاني ولا ما يتين أما النساء فيلعبن في منزل أهل "الختين" ويرقصن منفصلات عن الرجال ومن ألعابهن لعبة "المديش" وتمارسها النساء فرادى. ومطلعها: يا مديش ديش بالدلا يا مديش.. يا سبع الخلا ومن أهازيج "التبريهة" وهو الوقت الذي يتم فيه الختان هذه الاهزوجة. ألا يالي لا لا لا.. قيموا (فلان) من النوم الا يالي لا لا لا.. والثريا والنجوم فوق الا يالي لا لا لا.. يا ولد لنته ولدنا الا يالي لا لا لا.. أبعد المنقود عنا الا يالي لا لا لا.. يا جمال البن هيا الا يالي لا لا لا.. واطلعي قبل الثريا الا يالي لا لا لا.. يا جمال البن سيري سيري بالفرحة وطيري برهو والله معاكم عن خالقنا تراكم وكل من يلبس.. من لبسه الفنان ورادفوا الشينطر.. حتى شهر شعبان ورددوا المغف.. ورجعوا الالحان محلى أغانيكم.. تسلي الاحزان ويقول ايضاً.. تمو السدور لأهله وأهدوه على الشادي كل على مهله والليل متمادي من زان في كحله والخد له نادي واللبس يصلح له والفل والكادي واللعب ذا وحله والزين متبادي محروس من جهله.. من كل متعادي وهكذا. يستمر الفرح والغناء والرقص والسهرات الجميلة في منزل الشاب الختين ثلاثة ايام بلياليها وسط الحفاوة والرعاية التي يجدها "الدرم" او الصبي الختين وقد انتهت تلك العادات منذ مدة واصبح الناس يختنون اطفالهم في سن مبكرة من العمر بعد انتشار المستشفيات الحديثة ومراكز الرعاية الاولية