ختان الصبيان في أعمار متأخرة من العادات والتقاليد المتأصلة في قرى وبلدات جازان، تظهر بين الفينة والأخرى بين قبائل المنطقة ثم تختفي ثم تتجدد ثانية، لكن مستشفيات الولادة التي تجري عمليات الختان في الأسبوع الأول ربما أبطلت مثل هذه الاحتفالات التي باتت جزءا من الموروث القديم. تتميز المنطقة بالكثير من العادات والتقاليد الشعبية الجميلة المتوارثة عن الآباء والأجداد، حيث تتنوع تبعا لتعدد تضاريس المنطقة وجغرافيتها الممتدة من البحر إلى السهل ثم إلى الجبل، ومنها عادات الختان وتقاليده المصحوبة بالأفراح والأهازيج الشعبية التي تسمى ب «الهود»، حيث تستمر احتفائية الختان أسبوعا كاملا وتتخللها الألعاب الشعبية المتنوعة، مثل العرضة، الزيفة، الزامل للرجال والمديش للنساء إلى جانب أهازيج التبريهة التي تقال في الصباح الباكر. تبدأ الاستعدادات لحفل الختان في وقت مبكر، إذ يتولى والد المختون دعوة المطاليب من الأعيان والمشايخ والأهالي لحضور الحفل، ويتم تجهيز (الدرم) أي الصبي المراد ختانه وغسله وإلباسه ثيابا بيضاء مصنوعة من القطن والشترون. كما يتم تزيين رأسه بالنباتات العطرية التي تشتهر بها المنطقة، مثل الفل، الكادي، النرجس، البيعثران، الحسن الأحمر والوالة، ثم يخرج (الدرم) برفقة والده وأعمامه وأعيان أسرته في حلة بهية ومنظر حسن، لا أجمل ولا أروع، وهو يترنم بأهازيج الشجاعة والحماسة والبطولة، حاملا خنجره الفضي أو سيفه وسط الأهازيج والأغاني الشعبية المعبرة، وعلى قرع الدفوف والطبول. وتطلق النساء الأهازيج ويستمر الفرح والغناء والرقص والسهرات الجميلة في منزل الختين ثلاثة أيام بلياليها وسط الحفاوة والرعاية التي يجدها (الدرم) أو الصبي الختين. شهدت الفترة الأخيرة تراجعا في الموروث سيما في المدن، حيث يختن الطفل في الأسبوع الأول أو الثاني من ميلاده في المستشفى.