تعيش محافظات منطقة جازان هذه الأيام أفراحاً متتالية وحركة زواج مستمرة طوال الإجازة الصيفية التي بدأت قبل عدة أيام وتتميز المنطقة بالكثير من أنواع الفلكلور الشعبي والألعاب الشعبية النسائية والأهازيج الشعبية التي توارثها أبناء المجتمع جيلاً بعد جيل ولكل محافظة ومركز وقرية طابعها الخاص الذي يعبر عنه تراثها وبيئتها. ومن الجميل جداً أن تحتفظ كل محافظة بطابعها الخاص بها وأهازيجها الشعبية وهذا ما هو متوفر بالفعل في منطقة جازان ومن المناسبات الشعبية التي تحتفي بها المنطقة هذه الأيام مناسبات الزواج والهود وهو الختان ويبدع النساء كثيراً في أهازيجهن الشعبية الجميلة، وكما للرجال أناشيدهم وأهازيجهم الخاصة بهم فإن للنساء ألعابهن وأهازيجهن المعبرة عن بيئتهن وتراثهن الأصيل وسوف نستعرض عبر الخزامى بعض الألعاب والرقصات الشعبية النسائية والتي ما زالت تمارسها النساء حتى يومنا هذا وقد برز عدد من الشاعرات الشعبيات في منطقة جازان ومحافظاتها ممن اشتهرن بأهازيجهن الجميلة والمعبرة، ومن ألعاب النساء المعروفة في المنطقة. "الديشة" والسرية، والتنشيرة، والسمرة، والطبعة، والمقيل، والمخموس والتخيبيلة ولكل لعبة من هذه الألعاب الشعبية الأهازيج الخاصة بها. فلعبة "الديشة" وتعتبر أجمل أنواع الرقصات التي تمارسها النساء، في أفراح الزواج والختان وتمارس هذه الرقصة بشكل فرادي وجماعي وتصاحبها الأهازيج الشعبية الرائعة والجميلة ومنها هذه الأهزوجة الجميلة التي ذكرها الشاعر والمؤرخ المعروف الأستاذ إبراهيم مفتاح في كتابه الجميل "فرسان، الناس والبحر والتاريخ" تقول الأهزوجة وهي مصحوبة بالرقص الجماعي. يا مديش - ديش بالدلا يا مديش - يا سبع الخلا وتردد كافة النساء الحاضرات هذه الأهزوجة الجميلة ويقومون بقطع مصارهن وهي قطعة صغيرة على الرأس ويقولون: يا أم الختين قطعي مصارك يا أم الختين سرني ما سرك تم السرور تمه لخالته أخت أمه جينا نبارك لك بولدك الغالي وفي أهزوجة أخرى يردد النساء هذه الأبيات الشعبية الجميلة.. تموا السرور لأهله واحد مره على الشادي كل على مهله - والليل متمادي من زان في كحله والخدله نادي واللبس يصلح له والفل والكادي واللعب ذاء حله والزين تمادي محروس من جعله من كل متعادي وفي ليلة الطبعة وهي اليوم الرئيسي في الزواج يتم تربيع العروسة فوق كرسي خشبي عالي حتى يراها النساء المدعوات ثم تبدأ بعد ذلك رقصة الشهيرة مصحوبة ببعض الأهازيج الشعبية الجميلة ومنها هذه الأهزوجة. وهي من أهازيج الشاعر الشعبي عبدالله بن عمر مفتاح وهي طويلة نختار لك عزيزي القارئ جزءاً منها: كل من حضر له والطلعه قيام وأهله فارحين واصطر الصديق واعتنى لجادل ساني المقام كامل الوصايف في قصره المشيد كالشهر جبينه يجلي الظلام زان بالذهب فوق لبسه الجديد الله يرزقه السعادة طول الزمان بوه قد تمناه فيما يريد قمري الغصون قد تبادى وسط الخيام كلما شداواله راجع بالغريد إلى أن يقول: كل من حضر له من فوق المكان واكتمل سروره في يوم عيد لأنه كالسحاب مطاره دوام كلما تحكم تسمع له رعيد وصلوا بالمسمى خير الأنام شافع الخلائق يوم الوعيد وبعد أن تنتهي رقصة الطبعة تبدأ أناشيد وأهازيج "السرية" التي تبدأ بعد المغرب وهي عبارة عن مسيرة نسائية حاشدة يتوسطها العريس وأمه واخوته وعدد من قريباته ويقمن بترديد أهازيج السرية ومنها هذه الأهزوجة: واحنا سرينا لقينا المليح من حوله الفل والياسمين فوق الفرش والوسد مستريح والكل في الدار متجمعين اللي جبينه كبارق يليح ويرحبون بالذي واصلين طير السعادة بضوئه الفصيح في شان قنعان سخي اليمين إلى أن يقول: الكادية مايلة بين شيح وفالها يفرح الجالسين