من يضطر ويذهب لإدارة الجوازات بمنطقة الرياض وأقصد بها التي تقع بطريق الملك فهد, سواء بتجديد جواز سفر أو إصدار جواز سفر كما حدث لي, سيجد أن هذه الإدارة لم تتغير من سنوات كمظهر خارجي وداخلي, "فالصنادق" ومفردها "صندقة" تحيط بالمبنى من كل جهة, ووجدت مكاتب كعلب كبريت من الجهة الشمالية وهؤلاء يصنفون بمعقبين أو الكتاب الذي يختصرون لك الروتين الداخلي, فهم من يملأ الاستمارات ويفيدك أين تذهب أو تتحرك, وعددهم كبير جدا, بعدها تأتي "لصندقة" كبيرة من الجهة الشمالية وأمامها طوابير من البشر وأفادني أحدهم أن هذا أقل عدد من الزحام لأنك أتيت بآخر شهر أكتوبر فلا إجازات ولا موسم, لقد وجدت بشرا من المقيمين يأتون لكي يوثقوا "بصامتهم" بمنظر مؤلم وبدائي جدا حقيقة ولك أن تتخيل كم يستغرق من وقت تحت اشعة شمس والشتاء قادم وهو في العراء وبنظام "الصندقة", ثم تدخل السور للمبنى فتجد متسولين ومتسولات داخل المبنى ولكي أكون أكثر دقة بجوار البوابات من الخارج, ثم نتحول إلى الجهة الشرقية وبائعي التمر والأحذية وغيرة كثير وكأنك تذهب إلى سوق شعبي, أما المعقبين وهو نظام خاص لا يعمل به باي بلاد العالم من خلال ما رأيت وسمعت وقرأت, فلا معقبين إلا لدينا وهم باحثون عن رزقهم وترى الشنط والأكياس تحمل هذه الجوازات والإقامات لإنجاز المعاملات, فلا تسأل عن الخدمة الإلكترونية مع الجوازات ولا تسأل عن مواقف السيارات, قد نحلم أن نقدم طلب إصدار جواز او تجديد من خلال الإنترنت, أو أن يمكن أن يأتيك بالبريد, والأغرب أنه لا توجد إلا هذه الإدارة بالرياض ومكاتب فرعية لا تقدم شيئا ملموسا, لنا أن نتخيل هذه الإدارة "الواحدة" تخدم منطقة الرياض التي سكانها يقارب خمسة ملايين, ورغم أن كل معاملة بمبلغ أي اصدار أو تجديد له مقابله المادي والجوازات هي من يمول صندوق الموارد البشرية التي وصلت أرصدتها إلى ما يقارب 5 مليارات ريال , ولكن الباقي أين يا إدارة الجوازات؟ لماذا لا يكون هناك تفعيل مباشر وحاسم بالخدمات الإلكترونية؟ لماذا تأخذون المال الكترونيا ولا تقدمون الخدمة الكترونيا بصورة كاملة, خدمات متدنية رغم جيش الموظفين بإدارة الجوازات, حتى إنني سمعت من حوار بعض المراجعين "كمستمع" أن الجواز السعودي سيكون مصيره كمصير بطاقلة الأحوال التي تحتاج إلى أسبوعين ثلاثة لكي تحصل على بطاقة أحوال. السؤال الكبير لماذا يحدث هذا الخلل والعطل بالجوازات سواء للسعوديين أو المقيمين؟! أين الإدارة والتخطيط واستشراف المستقبل وتقدير الاحتياجات رغم أن المواطن يدفع من ماله ولكنه غير مخدوم. شكرت من قدم لي الخدمة بإدارة الجوازات رغم أني لا أحتاج المساعدة بذلك ولكن محبة منه وتقديرا وأنجزت كل مالدي بنص ساعة, وتمنيت أن يكون الجميع سواسية حقيقة لأنني أرفض الواسطة بكل صورها في المعاملات الحكومية التي هي من حقي وحقوقي كمواطن أدفع مقابلها ولكل مواطن له ذلك. لست ضد الواسطة الحميدة لا المتجاوزة والتي تقفز فوق الآخرين, ذكرني ذلك بالمرور الذي لا تشاهده طبعا بإدارة الجوازات, من وفيات يومية تقارب 20 فردا بسبب الحوادث, رغم أنهم يحصلون على رسوم عالية جدا, أموال تجبى هائلة من الجوازات والمرور ولكن لا تجيد التخطيط والتطوير والعمليات الإلكترونية التي تخدم, فلماذا إذا تجبى هذه الأموال بدون خدمات بالوقت والمكان المناسب؟ لماذا لا نخصصها كما حدث بالاتصالات التي أصبحت الآن تستخدم شعار حياة أسهل.