ساعدنا التقدم الكبير في الطب والعلوم بفضل الله تعالى على التخلص من كثير من الأمراض المعدية التي كانت متفشية في السابق، ولكن في المقابل غزتنا أمراض الحضارة المزمنة من سكري وضغط دم وسرطانات متنوعة بشكل كبير في مجتمعنا النامي. وللتصدي لهذا الغزو بجب التسلح بما يلي: 1- اتباع نظام حياة صحي بالنسبة للغذاء والرياضة والتعايش بشكل إيجابي مع متغيرات الحياة وتجنب السمنة. 2- إجراء الفحص الدوري لضغط الدم والسكري ونسبة الدهون بالدم وغيرها. 3- إجراء فحص الكشف المبكر لبعض السرطانات للتأكد من خلو الجسم من أي أمراض قد تهدد الحياة وتعرض الإنسان للمضاعفات المهلكة. 4- تناول اللقاحات المعتمدة من منظمة الصحة العالمية للوقاية من بعض الأمراض المعدية عالمياً يعتبر السرطان أكثر الأمراض شراسة، وحسب ما أشارت إليه إحصائيات منظمة الصحة العالمية أن سبعة ملايين ونصف مليون نسمة قد لقوا حتفهم عام 2005 بسببه. بينما من المتوقع أن يلاقي 84 مليون نسمة حتفهم خلال العشر سنوات القادمة، إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من انتشار السرطان. لذلك تعتبر التوعية الصحية بالبرامج الوقائية والكشف المبكر من أهم البرامج للحد من انتشاره. يأتي في المقدمة برنامج الكشف المبكر لسرطان الثدي، فلقد أشار سجل الأورام بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض أن سرطان الثدي وصل إلى 13.6٪ عام 2006 مقارنة بالسرطانات الأخرى، ومعظم الحالات المصابة به هم سيدات تحت الخمسين بينما في الولاياتالمتحدة وصلت النسبة إلى 15.3٪ ومعظم المصابات فوق سن الخمسين. سرطان الثدي يأتي في المرتبة الأولى بالنسبة للسرطانات التي تصيب السيدات بنسبة 25.1٪ ويليه سرطان الغدد الدرقية بنسبة 11.4٪ ويأتي بعد ذلك سرطان القولون والمستقيم بنسبة 10.9٪ بينما يعتبر سرطان الدم في المرتبة الأولى عند الرجال بنسبة 10.9٪ ويليه سرطان الغدد اللمفاوية بنسبة 9.2٪ ثم سرطان القولون والمستقيم بنسبة 8.9٪. ولقد أشارت معظم الدراسات الطبية أن اكتشاف السرطان في مراحله المبكرة يساعد على الشفاء بنسبة تصل إلى مابين 93-95٪، إذاً فالتفاؤل يدعو للتعامل مع هذه الأمراض على أنها مشكلة طبية لها علاج وقابلة للشفاء، ويعتبر دافعا للوقاية من مضاعفاتها عن طريق إجراء الكشف المبكر بشكل دوري وذلك من أهم الإجراءات اللازم اتخاذها. ومن بين الفحوصات المطلوبة للكشف عن بعض السرطانات مايلي: * الفحص الذاتي للثدي والماموجرام والأشعة فوق الصوتية وأحياناً ربما يطلب أشعة الرنين المغناطيسي بالنسبة لسرطان الثدي. * إجراء بعض تحاليل الدم والبراز وربما المنظار للكشف عن سرطان القولون والمستقيم. * يوصى بفحص عنق الرحم بشكل منتظم للمتزوجات، فلقد أشارت الدراسات الطبية إلى أن عمل هذا الفحص للسيدات ما بين عمر 20-60 سنة سوف يخفض معدل الوقوع التراكمي لسرطان عنق الرحم بمقدار 93.5٪. واجه السرطان بعدم الخوف منه وتحداه بالكشف المبكر واقتله بالعلاج وتغلب علية بالتعايش معه بشكل ايجابي وصحي. * خدمات التثقيف الصحي