يقوم كثير من الناس ببعض الممارسات الخاطئة جهلا منهم بمخاطرها أو تهاونا وتكاسلا منهم في تركها مثل التدخين على السرير قبل النوم أو أثناء مشاهدة التلفزيون أو شرب الشيشة دون الاهتمام باختيار المكان المناسب لذلك أو إشعال الفحم داخل المنزل دون وجود التهوية الجيدة فهذه الممارسات وغيرها حدثت بسببها حوادث مؤلمة أزهقت العديد من الأرواح وأهدرت الكثير من الأموال . وقصتنا لهذا اليوم تدور أحداثها في منزل عبدالله الذي لديه ثلاثة أطفال كانت وتيرة الحياة تسير في منزله بكل هدوء وعائلته تحفهم السعادة والبهجة لا ينغصها إلا عادة سلبية ابتلي بها عبدالله وهي التدخين على السرير قبل النوم وكانت زوجته مستاءة من هذا الوضع وكثيرا ما تحذره من خطورة هذا الأمر ودائما ما تجد أعقاب السجائر على السرير قد أحدثت ثقوبا فيه لكن عبدالله يرد قائلا مستحيل أن يحدث حريق بسبب عقب سيجارة حتى لو سقط على الأثاث. ومع مرور الأيام بدأ عبدالله يستاء من نصائح زوجته ولومها له بسبب تدخينه أثناء استرخائه على السرير فأصبح يستلقى أمام التلفاز ويدخن قبل أن يذهب إلى السرير حتى لا تزعجه زوجته بنصائحها المتكررة بهذا الشأن . يئست زوجته من إقناعه بترك التدخين بهذه الطريقة فلم تعد تكلمه بهذا الخصوص وفي احد الأيام عاد عبدالله متأخرا إلى المنزل بعد أن نامت زوجته وأطفاله وكان متعبا جدا ففضل الاسترخاء قليلا أمام التلفاز فأخرج سيجارته كعادته وبدأ يدخن الواحدة تلو الأخرى فغلبه النعاس وسيجارته مشتعلة في يده. ومع مرور الوقت سقطت السيجارة من يد عبدالله على أرضية الغرفة والتي قد فرشت بالسجاد فبدأت النار تشتعل شيئا فشيئا حتى انتشرت في باقي أرجاء الغرفة. و بعدما تطورت النار وارتفعت درجة الحرارة وبدأت النار تقترب من عبدالله وبدأ الدخان يتسرب إلى انفه استيقظ ففوجئ بما حصل فحاول النهوض بتثاقل فلم يستطع في البداية لكنه استطاع الهروب قبل أن يحصل له أذى كبير. خرج عبد الله مسرعا إلى المطبخ ليحضر ماء لإطفاء النار لكنه فكر بعائلته فرجع ليوقظهم قبل أن تتطور النار فذهب إليهم مسرعا وأيقظهم وكانوا مندهشين مما حصل . بعد أن أخرج عبدالله زوجته وأولاده في الفناء رجع ليحاول إطفاء النار فحمل إناء ملأه بالماء واقترب من الغرفة لكنه أدرك أن الوقت قد فات فقد تطايرت السنة اللهب وتصاعدت الأدخنة فأنزل الإناء وقرر الاتصال بغرفة عمليات الدفاع المدني (998) فوضع يده في جيبه فلم يجد هاتفه المحمول فتذكر انه وضعه بجواره أثناء استلقائه في الغرفة . وخرج مسرعا إلى غرفة النوم واستخدم هاتف زوجته واتصل بغرفة عمليات الدفاع المدني . وانتقلت على الفور فرق الإطفاء والإنقاذ إلى المنزل وعند وصولها بدأت مباشرة عملها وقامت بإطفاء النار. بعد أن سيطرت على الحادث واطفأت النار أحس عبد الله بتعب نقل على إثره إلى المستشفى . وأجريت له العناية الطبية اللازمة وقرر الطبيب المناوب تنويمه لمدة يومين جراء التهابات في جهازه التنفسي بسبب استنشاقه الأدخنة الناتجة من الحريق والصدمة النفسية التي تعرض لها جراء هذا الحادث . وقامت زوجته بزيارته في المستشفى وحمدت الله على سلامته وأخذت تذكره بنصائحها السابقة فقال لها كنتِ على حق يا أم ثامر لكني أعدك بأن أترك هذه العادة السلبية فقد كدت أن افقد حياتي لولا عناية الله .أيها الأحبة الكرام لعلكم أدركتم من خلال هذا الحادث الأليم أن التهاون في ممارسة بعض العادات السلبية التي يظن البعض أنها بسيطة قد تكلفهم حياتهم فمعظم النار من مستصغر الشرر. أيضاعدم وجود طفايات الحريق في المنزل سبب ارتباكاً لعبدالله وجعله يبحث عن إناء يملؤه بالماء لإطفاء النار وهذا يستنزف الوقت والجهد بغير جدوى وقد أحسن عبدالله في إخلاء منزله قبل أن يحاول إطفاء النار كما أن التأخر في إبلاغ عمليات الدفاع المدني يسبب تطور الحريق . للتواصل/ [email protected]