أكدت صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز على أهمية التوجه إلى الأطباء والمختصين النفسيين عند الحاجة مع ضرورة التخلص من التشكيك بالعلاج النفسي أومن التحفظ في استشارة الأخصائيين والاستناد إلى تشخيص الأمراض والاضطرابات النفسية على أساس علمي والذي من شأنه الحد من الوقوع فريسة لغير المختصين والدجل والخرافات،جاء ذلك خلال إطلاقها صباح أمس بالطائف لفعاليات مؤتمر المرأة النفسية بين العلم والوهم والذي تنظمه مديرية الشئون الصحية بمحافظة الطائف بالتزامن مع يوم الصحة العالمي. وقالت في كلمتها الافتتاحية :يسرني المشاركة معكم في هذا المؤتمر لأهمية الارتقاء بالوعي العام وباحتياجات المرأة النفسية والاضطرابات النفسية على مدار عمرها وطرق الوقاية والعلاج المتكامل، وأشارت إلى أن المنظمات الدولية تولي اهتماما خاصا لصحة المرأة ومن ذلك منظمة الصحة العالمية التي كشفت منذ عام ( 2003،2000) عن أن التركيز على الصحة الإنجابية على أهميته أغفل الصحة النفسية والعقلية وخصوصا في المجتمعات النامية بالرغم من أن الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من الصحة العامة وعنصر التوازن الشامل في تكوين الفرد بجوانبه البيولوجية والاجتماعية والنفسية . ووصفت سمو الأميرة عادلة إقامة هذا المؤتمر بالخطوة المهمة في سبيل نشر الوعي والتثقيف الصحي المجتمعي لاسيما وأن الأمراض النفسية في المملكة أكثر انتشارا عند النساء وان الاكتئاب هو الأكثر شيوعا بينهن يليه القلق والأمراض النفسية التي تحدث بعد الولادة، وذكرت بان هناك ضغوطا نفسية تحدث بسبب بعض الممارسات الاجتماعية والتي تستدعي الوعي بها للتخفيف من آثارها على حياة المرأة، وقالت بأن المملكة قد واكبت المسعى الدولي لتعزيز صحة المرأة عبر وزارة الصحة التي اعتمدت العديد من الخدمات الصحية مع تطبيق برامج منظمة الصحة العالمية الخاصة برعاية الأمومة مما ساهم في إحداث نقلة صحية نوعية قي زمن قياسي، وأشارت سموها إلى أن الحاجة للأخصائيين النفسيين في القطاع الصحي في ازدياد بسبب ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض والاضطرابات النفسية ولازدياد الوعي في المجتمع بأهمية الصحة النفسية وأثرها في حياة الإنسان. من جهته شكر مدير الشؤون الصحية بمحافظة الطائف الدكتور عبدالرحمن كركمان الأميرة عادلة بنت عبدالله على رعايتها ومشاركتها الكريمة ودعمها لهذا المؤتمر، وقال:إن الصحة هي حالة من اكتمال السلامة بدنيا وعقليا واجتماعيا لا مجرد انعدام المرض أو العجز مشيرا إلى أن هذا التعريف أطلقته منظمة الصحة العالمية عن الصحة بشكل عام وأكد كركمان بأن الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من هذا التعريف ومن الأهداف الرئيسية لعمل القائمين على الصحة في العالم واعتبر كركمان هذا المؤتمر الذي يقام تزامنا مع اليوم العالمي للصحة النفسية بمثابة الخطوة الأولى التي تعزز دور التوعية والتطوير إضافة إلى دعم برامج حماية المرأة ومساعدتها على تحقيق سبيل الوصول إلى صحة مكتملة بالعلم وليس بالوهم وبالمشاركة بنجاح في تثقيفها صحيا حول الكثير من المشكلات النفسية التي تتعرض لها وكيفية التعامل معها أو مع أفراد أسرتها. يذكر أن مؤتمر صحة المرأة النفسية بين العلم والوهم الذي نظمه مستشفى الصحة النفسية بالطائف شارك في تنظيمه أيضا مركز الأسر المنتجة والرعاية الصحية إضافة إلى المعهد النسائي للتدريب الطبي لمدة يوم واحد بفندق مسرة أنتركونتيننتال وشهد العديد من المحاضرات العلمية قدمها عدد من الاستشاريين والاختصاصيين في مجال الصحة النفسية وخدماتها الخاصة بالمرأة مع التطرق لعوائق العلاج النفسي ، والعنف ضد المرأة وعلاقة المرض النفسي بالمس والعين والقيم الدينية للمرأة مع عرض وضع المرأة في القرآن والسنة النبوية المطهرة ، وقد توافد الكثير من الشرائح النسائية على قاعة المحاضرات مما يدل على الوعي المجتمعي المتزايد بأهمية هذه القضايا النفسية المتعلقة بالمرأة .