شددت الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز على أهمية التوجه إلى الأطباء والمختصين النفسيين عند الحاجة والتخلص من التشكيك بالعلاج النفسي أو التحفظ في استشارة الاختصاصيين، والاستناد إلى تشخيص الأمراض والاضطرابات النفسية على أساس علمي، الذي من شأنه الحد من الوقوع فريسة لغير المختصين والدجل والخرافات. مؤكدة أن وزارة الصحة السعودية واكبت المسعى الدولي لتعزيز صحة المرأة واعتمدت العديد من الخدمات الصحية، وطبقت برامج منظمة الصحة العالمية الخاصة برعاية الأمومة ما ساهم في إحداث نقلة صحية نوعية في زمن قياسي. وكشفت في كلمتها خلال رعايتها حفلة افتتاح مؤتمر «صحة المرأة النفسية بين العلم والوهم» في الطائف أمس عن أن الحاجة للأختصاصيين النفسيين في القطاع الصحي في ازدياد، لارتفاع الإصابة بالأمراض والاضطرابات النفسية، إضافة إلى زيادة الوعي في المجتمع بأهمية الصحة النفسية وأثرها في حياة الإنسان، مشيرة إلى أن هناك علاقة وثيقة بين العمر وبعض الأمراض النفسية «فحياة المرأة تمر بتغيرات فسيولوجية وسيكولوجية، يهمنا تعريف المجتمع عموماً والمرأة خصوصاً باحتياجاتها الصحية عبر امتداد عمرها». وقالت : «إن المؤتمر الذي تنظمه الشؤون الصحية في الطائف خطوة مهمة في سبيل نشر الوعي والتثقيف الصحي المجتمعي، لاسيما وأن الأمراض النفسية في السعودية، أكثر انتشاراً عند النساء، والاكتئاب هو الأكثر شيوعاً بينهن يليه القلق والأمراض النفسية التي تحدث بعد الولادة»، مشيرة إلى أن هناك ضغوطاً نفسية تحدث بسبب بعض الممارسات الاجتماعية تستدعي الوعي بها للتخفيف من آثارها على حياة المرأة. بدوره، أكد مدير مستشفى الصحة النفسية في محافظة الطائف الدكتور جلال تارم أن الصحة النفسية ليست مجرد غياب الاضطرابات النفسية، بل هي حال من العافية يستطيع فيها كل فرد إدراك إمكانياته الخاصة والتكيف مع حالات التوتر العادية والعل بشكل منتج ومفيد والإسهام في مجتمعه المحلي، مشيراً إلى أن المرأة حينما يتعزز لديها مفهوم متعدد الأبعاد للصحة النفسية، تستطيع أن تحقق كامل طاقاته. واعتبر أن المساعدة التربوية على الوقاية من الأمراض النفسية هو الأساس الذي تقوم عليه تنمية المجتمع صحياً وسلامته نفسياً من التحديات اليومية. وأوضح أن ما يدعم ذلك التوجه بروز العلاقة الوثيقة بين الصحة النفسية والسلوك والحالة الإنسانية وذهاب العلوم الحديثة إلى إثبات أهمية العلاج النفسي وتفعيل دور الصحة النفسية في المجتمعات المعاصرة. وقال : «إن المرحلة الأولى في خطوات التنوير المجتمعي تركز على صحة المرأة وقدرتها على ملائمة نفسها في الظروف الأسرية والعملية كافة، وكذلك حمايتها من العنف الأسري، أو التمييز العنصري، وتهيئة مجال أوسع لإذكاء الوعي العام بقضايا الصحة النفسية عموماً والمرأة خصوصاً».