زار وزير المياه المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين يوم أمس الأول محافظة بيشة للوقوف على أزمة المياه التي تعيشها المحافظة والتي تفاقمت بشكل متسارع في الآونة الأخيرة . وتوجه الحصين فور وصوله مطار بيشة إلى محطة تنقية المياه (الأشياب) يرافقه مدير المياه في عسير المهندس يزيد آل عايض ومدير فرع المياه في بيشة فايز بن عيسوب والتقى المواطنين المتواجدين في المحطة واستمع لمعاناتهم مع الحصول على المياه ثم توجه إلى قرية الغفرات على وادي ترج جنوب محافظة بيشة للاطلاع على آبار الطوارئ التي حفرتها الوزارة لتأمين المياه للمواطنين والتقى هناك بأهالي القرية الذين طالبوا بوقف سحب المياه من هذه الآبار تجنباً لخلق أزمة أخرى في قرى وادي ترج بالقضاء على مخزونها من المياه الجوفية . ثم انتقل إلى سد الملك فهد وعقد اجتماعاً مغلقاً بمنسوبي المياه في عسيروبيشة واطلع على مخزون سد الملك فهد الذي نضب بشكل كامل ولم يتبق منه سوى (الطمي) والطبقات الطينية . ليعقد بعد ذلك في ضيافة السد لقاءً بوكيل محافظة بيشة محمد بن مشحن الغثيم وقضاة وشيوخ القبائل وأعيان بيشة ورئيس المجلس البلدي الذين نقلوا له مطالبات الأهالي والتي تلخصت في جلب مياه البحر المحلاة بشكل عاجل لمحافظة بيشة وتسريع العمل في أي حلول من شأنها القضاء على أزمة المياه وإيقاف العمل في خطة الطوارئ التي تنفذها مديرية المياه في بيشة حالياً بحفر آبار في بعض القرى وذلك حتى لا تتسع الأزمة وتنتقل من وسط بيشة إلى قراها وأطرافها معبرين عن استغرابهم من عدم وجود مخطط لإدارة أزمة المياه في بيشة على الرغم من التنبه لها منذ 40 عاماً عندما رفعت شركة أجنبية قامت بمسوحات جيولوجية لمصادر المياه في بيشة تقريراً لوزارة الزراعة والمياه في ذلك الوقت يكشف أن وقوع بيشة على الدرع العربي وطبيعتها الزراعية ونموها السكاني سيعرضها للجفاف ويخلق أزمة في مصادر مياه الشرب وهو ما يعيشه أكثر من 200 ألف شخص يسكنون محافظة بيشة حالياً. وتسلم الحصين طلبات خطية من شيوخ القبائل والنواب وأكد الحصين للجميع بأن وزارة المياه متنبهة للأزمة وتوليها اهتمامها ورداً على المطالبات بجلب مياه البحر المحلاة لبيشة قال إن ما تؤمنه مياه البحر المحلاة للمملكة في السنة الواحدة يبلغ بليون متر مكعب بينما المياه الجوفية تغذي المملكة ب 21 بليون متر مكعب في كل عام أي 21 ضعفاً لما تؤمنه مياه البحر المحلاة . وأن المياه الجوفية هي المصدر الرئيس للمياه في المملكة بينما لا تمثل مياه البحر سوى 5% من إجمالي المياه التي تتحصل عليها المملكة . وأنه لا يتم اللجوء لمياه البحر إلا بعد الانعدام التام لأي فرصة للحصول على المياه الجوفية وهذا ما ينطبق على المناطق والمدن التي تستفيد من المياه المحلاة من البحر حيث تنعدم فيها مصادر المياه الجوفية . وعن حلول وزارة المياه لأزمة المياه في بيشة أكد الحصين أن محافظات شرق عسير وهي بيشة وتثليث وطريب كان من المخطط أن تجلب لها المياه من وادي الدواسر ، ولكن وادي الدواسر يستهلك فيها سنوياً كمية هائلة من المياه الجوفية تبلغ بليوني متر مكعب في السنة الواحدة وهي كمية مهولة تعادل استهلاك المنازل في جميع مدن ومحافظات المملكة . فصرف النظر عن جلب المياه من وادي الدواسر لمحافظات شرق عسير وتم البحث عن مصدر آخر ، وتم تكليف شركة ألمانية متخصصة بعمل دراسة مكثفة لحقل (الوجيد) (متكون صخري في باطن الأرض) الواقع غرب الربع الخالي ، وقد انتهت الشركة من دراسة الموقع وأفادت المعلومات الأولية لنتائج الدراسة أن الحقل تبلغ مساحته 30 ألف متر مربع ومخزونه المائي يكفي لتزويد محافظات بيشة وتثليث وطريب بالمياه لسنوات طويلة جداً ، بكمية تبدأ من 100 ألف متر مكعب في اليوم . بحيرة سد الملك فهد خالية من المياه وأنه قد تم حجز الموقع لهذا الغرض وخصص لحفر الآبار مساحة 8 آلاف متر مربع ، ويبعد الحقل عن محافظة تثليث 125 كيلومترا وعن بيشة 225 كيلومترا ، وسهولة الأرض وانبساطها في كل من بيشة وتثليث ستسرع من الانتهاء من المشروع بعمل تمديدات وخطوط نقل للماء في حرم طريق بيشة تثليث . وأكد الحصين أن متكون الوجيد يمثل المصدر الآمن للمياه لبيشة وتثليث بشكل يفوق بكثير مياه البحر المحلاة . وأن وزارة المياه قد انتهت من اختيار المكتب الاستشاري للمشروع وسيوقع العقد معه خلال أسبوعين ليبدأ بعد توقيع العقد في الدراسة الاستشارية وتصميم خط الأنابيب ومحطات الضخ ومن المتوقع أن ينتهي من الدراسة خلال 4 أشهر ، ليتم طرح المشروع في المناقصة العامة في مدة لا تتجاوز الشهرين ويدعى لتنفيذه المقاولون المصنفون في الدرجة الأولى على أن يتم تقسيم المشروع على ثلاث مراحل تتولى كل مرحلة شركة مقاولات مستقلة. وأن الوزارة تضع تنفيذ هذا المشروع على قمة أولوياتها وتوليه الكثير من الاهتمام والجدية لإنهاء أزمة المياه في محافظات شرق عسير . هذا وأطع الحصين ممثلي أهالي بيشة على الحلول التي اعتمدتها وزارة المياه لأزمة المياه وفصلها على النحو التالي : الحل على المدى القريب : تم حفر آبار في الأودية قريبة من بيشة في الغفرات وتبالة والبهيم ، وإذا لم تكن الاستفادة من هذه الآبار حاضرة ولوحظ تأثر المناسيب الجوفية لهذه الأودية سيتم التوقف وستجلب المياه لبيشة من محطة التحلية في خميس مشيط عبر صهاريج تنقل كميات معينة بشكل يومي لمحطة بيشة . الحل على المدى المتوسط : المياه المحلاة ستصل في مدة لا تتجاوز السنة لمحافظة بلقرن قادمة من مدينة أبها مروراً بالنماص وتنومة ، وإذا لوحظ أن حل المدى القريب واجهته مشاكل أو لم يفِ بحاجة بيشة سيتم تأمين حاجة بيشة من المياه من الكمية التي تصل لمحافظة بلقرن عبر صهاريج لنقل المياه . الحل على المدى البعيد : جلب المياه من حقل الوجيد في الربع الخالي ، وهو ما اعتبره الحصين الحل الأنسب للأزمة . وأضاف الحصين أنه تم طرح فكرة حفر آبار ارتوازية على أطراف البحيرة الواقعة خلف السد باعتبار أن المناطق الواقعة خلف السد متشبعة من المياه وسيستفاد من أي كمية تمنحها هذه الآبار ، وسيتم تنفيذ هذا المقترح خلال الأسبوع القادم . وطالب الحصين بتخفيض الاستهلاك اليومي للفرد في بيشة للتقليل من أثر الأزمة باتباع أساليب ترشيد المياه وتركيب المرشدات التي توزعها الوزارة بالمجان مطالباً المواطنين والمسؤولين بالقيام بأدوار ايجابية في هذا الشأن بترشيد استهلاك المياه وتركيب المرشدات في المنازل والمساجد والمدارس والإدارات الحكومية