* في مقابلة صحفية سُئل القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي عن مدى وجود قوى عظمى في الاتحاد الآسيوي؟... كان رده المباشر هو: هناك أناس مؤثرون!!!... ولكنه لم يشر إلى من هم هؤلاء المؤثرين؟ وهل تأثيرهم هو لصالح نمط متطور من الكرة الآسيوية أم لصالح إعادة أوضاع الكرة الآسيوية إلى نمطها السابق؟.. في عام 1997 أقيمت نهائيات بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري في شرق القارة وفاز بها بوهانج الكوري، وفي نفس الوقت أقيمت نهائيات بطولة الأندية الآسيوية أبطال الكؤوس في غرب القارة وفاز بها الهلال السعودي، وحين اتضح أن الهلال سيلاقي بوهانج على كأس السوبر كان قرار الاتحاد الآسيوي إقامة مباراة الإياب وختام البطولة على أرض الفريق الكوري دون إجراء قرعة بين الفريقين، ورغم ذلك حقق الهلال (السعودي) البطولة وكان حينها يسجل رقمه كأول فريق آسيوي يحقق البطولات الآسيوية الثلاث لأبطال الكؤوس وأبطال الدوري والنخبة. تتويج الاتحاد الدولي للإحصاءات وتاريخ كرة القدم فريق الهلال (السعودي) رسمياً بلقب نادي القرن الآسيوي هو إنجاز كبير تستحق عليه كافة الإدارات الهلالية المتعاقبة التهنئة الخالصة ويعد إنجازاً يشرف الكرة السعودية والخليجية والعربية والتي يعد هذا اللقب واحداً من أهم مكتسباتها... هذا النادي لديه عشق أزلي ومتميز للريادة والأولوية، فبصمته موجودة في كل زمان ومكان وعلى كل بطولة أو لقب أو مسمى، وهنا لا تسأل، فالهلال هو زعيم التميز والألقاب المسجلة، فعلى الصعيد الآسيوي يقف الهلال ببطولاته الآسيوية في كرة القدم ليسجل أرقاماً قارية مشهودة استحق معها لقب فريق القرن الآسيوي، بداية من تحقيقه لقب بطولة آسيا (الحادية عشرة) للأندية أبطال الدوري عام 1991، ثم بطولة آسيا (السابعة) للأندية أبطال الكؤوس عام 1996م، ثم كأس السوبر الآسيوية (الثالثة) عام 1997، ثم بطولة آسيا (التاسعة عشرة) للأندية أبطال الدوري عام 2000، ثم كأس السوبر الآسيوية (السابعة) عام 2000، ثم بطولة آسيا (الثانية عشرة) للأندية أبطال الكؤوس عام 2002، والتي حقق معها ريادته عندما اصبح أول فريق آسيوي ينجح في الجمع بين البطولات الآسيوية الثلاث للدوري وللكأس والسوبر، وهو قبل ذلك كان قد سجل لقبه كأول فريق آسيوي ينجح في الجمع بين بطولتي الدوري والكأس الآسيويتين، والهلال هو أول فريق سعودي يحظى بلقب أفضل فريق آسيوي في القارة الآسيوية عام 1997م وذلك عن أدائه المشرف آسيويا عندما فاز ببطولتي الكأس والنخبة بحيث ضمها إلى بطولة الدوري التي فاز بها في الدوحة عام 1991، وهو أيضاً أول فريق آسيوي يفوز ببطولة أبطال الدوري وبطولة السوبر الآسيويتين، وهو أول فريق آسيوي يفوز بكأس السوبر مرتين... ولم يكن الزعيم الهلالي الأزرق بهذا اللقب في حاجة إلى إثبات زعامته وتميزه وحضوره وتاريخه وريادته فهذا كله أصبح حلة يرتديها الهلال منذ تأسيسه... خالد الطويل وهذه أيضاً حكاية أخرى. من الصعوبة الكتابة عن الزعيم الأزرق بعد فوزه بهذا اللقب فهو فريق ثابت يدور حول التميز والأولوية والألقاب والبطولات وتدور حوله، ومن الصعوبة أن تصف الهلال فهو فوق الوصف، ومن الصعوبة أيضاً أن تصف لقبا مثل هذا فهو فوق كل التعابير، ويكفي فقط أن تنطلق باسم الهلال ليتبادر إلى ذهنك عبق التاريخ وأصالته، وسجل التمييز، وروعة وعراقة الماضي والحاضر، ولعل هذا التتويج يؤكد ويثبت أن أوصافا مستحقة لايمكن أن تأتي على شكل (زفة) فضائية مكشوفة ولا يمكن أن تأتي على شكل (يافطات) صحفية مضحكة، بل هي أولاً وثانياً وأخيراً أرقاماً مسجلة يستحقها من سجل اسمه وحضوره الفعلي عبر بطولاته وألقابه في كل محفل يشارك فيه داخليا وخارجيا ولعل هذا هو الفرق في حالة الهلال. للشيخ عبدالرحمن بن سعيد شيخ الرياضة والرياضيين ومؤسس نادي الهلال أن يفرح بهلاله وان يسعد برؤيته بدراً يفوق البدر بهلال وهلال، ومن حق أبي مساعد أن يفرح ببذرته الصغيرة التي نمت وترعرعت في كل مكان داخل وخارج المملكة، يحق للشيخ أن يرى الأيام تكسب الهلال الروعة والتألق، وان يرى البطولات والألقاب والمسميات تنهال من كل حدب وصوب، والشيخ عبدالرحمن بن سعيد هو في حقيقته بحر من التاريخ لاينضب ورائد رياضي أسس نادي الهلال من العدم، أوجده ورعاه في مراحله الأولى حيث البدايات الصعبة، وحيث الحرب الضروس ضد كل جديد من فئة من المجتمع جعلت من محاربة كل جديد هماً لها وهاجساً يحتويها، دفع أبو مساعد كثيرا لكي يبقى مع هلاله الذي كان حبه الأول والأخير، وهذا الحب الهلالي لم يكن بمنظار متعصب أو بزاوية سوداوية، بل كان منفتحاً على الكل حيث دعم كل الفرق بمختلف أسمائها، فهو أسس الشباب ثم أسس الهلال ورأس أيضاً نادي الثغر بجدة (الأهلي حالياً)، وأوراق أبي مساعد ومستنداته تعطي فكرة واضحة عن طبيعة هذا الرجل حيث تمتلئ بطلبات المساعدة من مؤسسين ورؤساء أندية أخرى، وكانت هذه الطلبات تجاب بسرعة لأن عبدالرحمن بن سعيد هو رجل رياضي سلوكاً وخلقاً وتعاملاً حميداً يعرفه كل من زاره في منزله العامر واستمع إلى حديثه المليء بكل سيرة رياضية عطرة. هناك دائماً حديث عن الهلال بين أنصاره ومحبيه عن حاله وأحواله سواء كان ذلك بين جماهيره في مجالسهم أو من خلال الطرح الصحفي وهذا الحديث لم يتوقف منذ تأسيس النادي يوم الثلاثاء 21/3/1377ه، وتحديداً منذ فوز الهلال بأول بطولة مسجلة في تاريخه سنة 1381 وهي كأس الملك وهو الفوز المسجل له كأول ناد في مدينة الرياض إحرازاً للبطولات، ثم عند فوزه بثاني بطولاته عام 1384 وهي كأس ولي العهد كأول ناد من مدينة الرياض يحرز هذه البطولة، وهذا الحديث واجهته جميع الإدارات الهلالية السابقة وستواجهه دون شك الإدارة الحالية وأي إدارة قادمة، لأن الحديث عن أحوال الهلال وشؤونه هو العامل الأهم في استقرار أوضاعه وحصده للنجاحات مرة تلو الأخرى، فهو الذي يوفر الوقود اللازم للتحفز وتطوير الأوضاع ورسم طريق النجاح بصورة مستمرة أو إعادة الأمور إلى نصابها المطلوب إذا اختلت وهذا الخلل يصيب جميع الأندية خلال مسيرتها، ومنها من لاينجح في معالجه أموره فيذوب ويبقى اسمه مسجلاً في التاريخ دون وجود فعلي مؤثر، ومنها من يستمر متفوقاً كالهلال، ذلك لأن الحديث عن شؤونه ومناقشة أوضاعه دون (تفرد) في الرأي ودون وجود مقولة (لاترون إلا ما أرى) هو الذي يجعل أوضاعه تعود إلى المسار الذي ينشده الجمهور الهلالي الذي يلاحظ المتابع صعوبة (تدجينه) فهو جمهور مختلف لديه كم هائل من النضج مقارنة بجماهير أخرى تظل (تهدهد) رأسها بالموافقة والتأييد مع كل تصريح موجه لها. ماذا سيقال عندما فاز الزعيم الأزرق الرائع بهذا التتويج؟... وما هو الوصف المناسب لطلاء المناسبة؟... اترك الوصف لكم... واترك المجد للزعيم الأزرق الرائع.