تحولت بوصلة المؤشر العقاري في جدة نحو المنطقة الصناعية الشمالية، أو "الصناعية" كما يطلق عليها، نتيجة تداول خبر نقل الورش إلى عسفان، وتحول الموقع ليكون هو مدخل جدة الرئيس حيث ستكون بوابة مطار الملك عبدالعزيز في تلك المنطقة وكذلك تحويل شارع الأمير ماجد ليكون طريقاً سريعاً والشريان الرئيس في جدة، ومع هذه المتغيرات أصبح نقل الصناعية حتميا. وبقي تداول العقار في هذه المنطقة حكرا على ملاك الأراضي الخام والشركات وكبار المستثمرين لأن الأسعار في الوقت الحالي وصلت على الذروة فمتوسط سعر المتر وصل إلى 2500 ريال قبل تأكيد خبر النقل. العقارية ازدهار باتوبارا قالت خبر النقل متداول ولكنه لم يصدر بشكل رسمي ومتى ماحدث ذلك فحتما سيتغير الوضع وسترتفع الأسعار إلى الضعف، والمتوقع أن يكون متوسط سعر المتر في حدود 3000 ريال، وهذه الأسعار ستجعل التداول مقتصراً على كبار المستثمرين والشركات فقط، فالمواطن الباحث عن مسكن لا يستطيع أن يشتري بهذه الأسعار، مع العلم أنها منطقة مزعجة للسكن يحث حركة الطيران كثيفة، رغم أنها منطقة مكتملة الخدمات. من جانبه قال وليد الهزاع الرئيس التنفيذي لإحدى الشركات العقارية إن وضع المنقطة الصناعية الحالي غير عملي حيث تم تجميع الورش في منطقة واحدة، فالوضع الحالي له تأثيرات كثيرة من أهمها المواصلات وازدحام المنطقة، والمفترض أن يتم إيجاد مراكز داخل الأحياء تحوي جميع الخدمات بما فيها ورش صيانة السيارات. مواقع الورش شمالي جدة في منطقة عسفان وأضاف الهزاع إذا تأكد خبر نقل المنطقة الصناعية فبتأكيد سيكون هناك توجه من قبل المستثمرين لهذه المنطقة لإنشاء فنادق وشقق مفروشة لأنها ستكون مدخل جدة، وهذه الاستثمارات ستكون مجدية، ولا أتوقع أن يكون عليها إقبال من المواطنين للسكن فالأسعار ستكون مرتفعة وأعلى من مقدرة الباحث عن السكن، والمتوقع لهذه المنطقة أن تكون منطقة خدمات متميزة. بينما قال شيخ طائفة ورش السيارات كمال العيتاني الأسعار حاليا في المنطقة الصناعية وصلت إلى أرقام فلكية حيث متوسط سعر المتر أكثر 2500ريال للبيع و 500 ريال للإيجار وهذا يعود لمحدودية المنطقة الصناعية وعدم إمكانية التوسع في الموقع الحالي، ومع المشروع الجديد الذي نسمع عنه سكون الوضع أفضل لان شركة جدة للتطوير العقاري ستتولاه وسيكون مخطط بشكل جيد يلبي حاجة الورش ويتفادى السلبيات. وأضاف العيتاني متوقع أن تتجه بعض ورش كهرباء السيارات والمكيفات والميكانيكا إلى داخل الأحياء لأن نشاط هذه الورش لايشترط فيه أن تكون داخل المنطقة الصناعية على عكس ورش السمكرة والبوية التي من شروطها أن تكون داخل المنطقة الصناعية. وتشهد مدينة جدة نموا مرتفعا ومن المتوقع استثمار 85 مليار ريال في تشييد مبان عقارية جديدة فيها حتى عام 2010، ولا توفر بيانات الإحصاء السكاني مؤشرا عن توقعات الطلب فيها بسبب دمجها مع بيانات مدينة مكة. وحسب تعداد عام 2004 فقد بلغ عدد سكان مدينة جدة 5.8 مليون نسمة، ما يجعلها أكبر مركز تجمع سكاني في المملكة. ويتم حاليا تطوير عدد من الوحدات السكنية من فئة المنازل الفاخرة في الجزء الشمالي من المدينة. كما أن هناك مشاريع سكنية أكبر تنتشر في حدود المدينة الجنوبية وما وراءها. وتشهد منطقة الكورنيش تطوير عدد من الأبراج السكنية المرتفعة مع نمو في المباني المكتبية جوار مركز المدينة التجاري التقليدي، وعموما فقد ساهم التعديل في قانون مواصفات البناء في انتشار ظاهرة المباني المرتفعة في هذه المنطقة. موقع الورش القديم في جدة وقد ساعد قرار بلدية المدينة بالسماح بتشييد مبان من ثلاثة طوابق في الجزء الشرقي من المدينة على الإقبال على الوحدات السكنية الجديدة لذوي الدخل المحدود والمتوسط في تلك المنطقة. ويعتبر مشروع الأبراج الحكومية خير مثال على ذلك، الذي خصصت الدولة له مبلغ 320 مليون ريال لمشاريع الإسكان لذوي الدخل المحدود. كما يتوقع سهولة الوصول إلى الجزء الشرقي من المدينة مع التوسع في بناء طرق إضافية ما سيعمل على زيادة الاهتمام بتلك المنطقة.