تحدث كثير من الحوادث في المنزل بسبب الإهمال وعدم اتباع إجراءات السلامة المسبقة البسيطة التي لا تكلف شيئا مقارنة بحجم الكوارث التي تحدث بسبب إهمالها وعدم الاهتمام بها والحرص عليها . ومن مظاهر الإهمال في المنزل عدم مراقبة الأطفال وتركهم يعبثون في مصادر الخطر الأمر الذي يتسبب في كثير من الحوادث. قصتنا تدور في منزل أبي أسامة الذي لديه خمسة أطفال وكان كثير الانشغال في أمور تجارته ولا يكاد يجلس مع أسرته لكثرة مشاغله وضيق وقته . كان يحاول أن يعوض غيابه عن أسرته بتوفير كل ما يطلبونه منه من متطلبات أما مراقبتهم ومتابعتهم فقد أسندها لأمهم والتي بدورها تتركهم في غرفتهم لينشغلوا بالألعاب حتى لا يسببوا لها الإزعاج . كانت غرفة الأولاد مليئة بالألعاب الالكترونية وغيرها . كان الأطفال أثناء لعبهم يقومون بتشغيل ألعابهم بأنفسهم حيث يقومون بتشغيل تلك الألعاب بوصلها بالتيار الكهربائي عن طريق التوصيلة الكهربائية التي يحملونها فوق طاقتها دون أن يدركوا مدى خطورة ذلك وانه قد يتسبب لهم في حدوث صعق أو ماس كهربائي بسبب زيادة الأحمال الكهربائية على التوصيلة ومن ثم حدوث الحريق . في احد الأيام بينما الأم منشغلة في شؤون بيتها والأطفال كعادتهم يلعبون في غرفتهم وقد أغلقت عليهم باب الغرفة ومن ثم بدأت تزداد حرارة الأسلاك الكهربائية الخاصة بالتوصيلة بسبب تشغيل عدة أجهزة عليها ومع طول فترة التشغيل حصل التماس كهربائي نتج عنه انفجار اندلع بعدها الحريق في الغرفة فتعالت صرخات الأطفال الذين حاولوا الخروج من الغرفة إلا أنهم لم يستطيعوا ذلك حيث إن الأم قامت بقفلها فبدأوا يطرقون الباب بشدة فهرعت الأم مسرعة لترى ماذا يحصل وعندما وصلت الأم إلى الغرفة تذكرت أنها أغلقته وقد وضعت المفتاح في المطبخ فرجعت مسرعة إلى المطبخ لإحضاره مما تسبب في تأزم الموقف . أحضرت الأم المفتاح وفتحت باب الغرفة فخرج ثلاثة من الأولاد وبقي اثنان في الداخل . حاولت الأم الدخول لتخرجهم لكنها لم تستطع ذلك بسبب كثافة الدخان وتطاير اللهب والارتفاع الشديد في درجة الحرارة . وعندما يئست من المحاولة قامت بالاتصال على غرفة عمليات الدفاع المدني (998) وعلى الفور انتقلت فرق الإطفاء والإنقاذ للموقع وعندما وصولهم قاموا على الفور بمباشرة مهامهم فقامت بنقل الأطفال الثلاثة إلى المستشفى وهناك أجريت لهم العناية الطبية اللازمة حيث تعرضوا لاستنشاق بعض الغازات الناتجة عن الحريق. وقامت الام في هذه الأثناء بالاتصال على زوجها لتخبره بما حدث والذي بدوره عاد مسرعا إلى المنزل يتملكه القلق. أكملت فرق الدفاع المدني عملها وقامت بإطفاء الحريق وإخراج الطفلين المحتجزين داخل الغرفة لكنهم كانوا قد فارقوا الحياة حيث تعرضوا للموت خنقا بسبب الغازات السامة التي تعرضوا لها جراء الحريق . انتقل أبو أسامة وزوجته إلى المستشفى للاطمئنان على أولاده الثلاثة فاخبرهم الطبيب المشرف على حالتهم بأنهم سيكونون بخير وان حالتهم تتحسن شيئا فشيئا . خرج أبو أسامة وزوجته من المستشفى وهم في وضع لا يحسدون عليه يتملكهم الهم والحزن فقد أدركوا أن إهمالهم لأولادهم سبب لهم ما حصل بعد مشيئة الله وبدأ كل منهم يلقي بالمسؤولية على الأخر ولكن ما الجدوى من ذلك بعد أن حصل ما حصل ؟! أيها الأحبة لعلكم أدركتم من خلال هذا الحادث الأليم أنه ينبغي مراقبة الأولاد وعدم تركهم يلهون بعيدا عن الإشراف والمتابعة المستمرة وأن تحميل الأسلاك الكهربائية فوق طاقتها خطر ينبغي التنبه له والحذر منه . وأن إقفال الأم على أولادها سبب احتجازهم داخلها ولو كان الباب مفتوحا ربما لتغير سيناريو الحادث كليا كما أنها تأخرت كثيرا في الاتصال على عمليات الدفاع المدني وكان من المفترض أن تتصل فور وقوع الحادث . للتواصل/ [email protected]