صبر عبدالإله كثيراً حتى أتت اللحظة السعيدة لحظة دخوله عش الزوجية، فقد ظفر بالمرأة التي كان يتمناها ولم يمض على زواجه الا بضعة أشهر وكانت اللحظة المؤلمة، ففي أحد الأيام نهضت الزوجة متأخرة من نومها وأرادت ان تقوم بإعداد وجبة الغداء لزوجها ليسد بها جوعه بعد عناء العمل . وعندما دخلت المطبخ أخذت بتجهيز مقادير الغداء ووضعت المقلاة وبها بعض الزيت على الموقد المشتعل وأثناء التجهيز أخذت بعض قطع الدجاج لوضعها بالزيت المغلي , ومع استعجالها وقعت إحدى القطع بسرعة في المقلاة فتطايرت بعض قطرات الزيت خارج المقلاة واشتعلت المقلاة ,وعندما شاهدت الزوجة اللهب وبشكل مخيف يخرج من المقلاة ارتبكت وبسرعة احضرت قليلاً من الماء في محاولة لإطفاء النيران باعتقادها وسكبته على المقلاة ولكن المفاجأة ان النيران لم تنطفئ بل زاد اللهب وانتقلت النيران الى ملابسها ومع خوفها وحرارة النار لم تعرف كيف تتصرف وهي ترى النيران تشتعل في ملابسها واخذت تصرخ وتستغيث وتركض تجاه باب الشقة مذعورة .. ولحسن الحظ كان دخول عبدالإله في هذه اللحظات، وكان يسمع الصراخ فكان دخوله بسرعه حيث شاهد زوجته امامه والنيران تشتعل فيها فأخذها الى داخل دورة المياه ووضعها تحت (الدش) وفتح الماء عليها ليخمد النيران المشتعلة واستطاع ذلك والزوجة تصرخ وتتألم وتقول : النار يا عبدالإله المطبخ يحترق ! وكان عبدالإله على دراية بكيفية مكافحة حرائق زيوت الطبخ فقد تعلمها من احدى الدورات التدريبية التي يقوم بها الدفاع المدني بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وبسرعة اخذ عبدالإله قطعة قماش صغيرة وتوجه إلى المطبخ ولاحظ ان النيران لازالت حول الموقد لم تنتشر اكثر فأغلق مفتاح الفرن الكهربائي لإنهم كانوا يستخدمون الفرن الكهربائي , وبلل قطعة القماش بالماء ثم قام بتغطية النار بها وخمدت النيران . وعلى عجل ذهب الى زوجته وهي تئن وتبكي من الألم وملابسها ملتصقه بجسدها فأخذها على الفور الى المستشفى وعند دخولهم قسم الطوارئ تم تقديم الاسعافات الاولية السريعة لها وتم نقلها على الفور الى قسم الحالات الخطرة وأخبره الطبيب ان زوجته مصابة بحروق من الدرجة الثانية وتشوهات في جسدها ويديها ووجهها وسيتم معالجتها حالياً للتخفيف من أثر الحروق وآلامها ولكنها تحتاج بعد ذلك للعديد من عمليات التجميل، وما كان رد عبدالإله إلا أن حمد الله عز وجل على ما حصل وتذكر انه يتحمل شيئاً مما حصل ولو كان ذلك من غير قصد منه فهو لم يوفر طفاية حريق من نوع البودرة الجافة في المنزل لأنها النوع الذي يناسب اغلب حرائق المنزل من حرائق ناتجة من زيوت الطبخ أو حرائق ناتجة من الكهرباء، كما انه لم يخبر زوجته بكيفية مكافحة مثل هذه الحرائق اذا لم تتوفر لديها طفاية حريق حيث ان قطعة من القماش المبلل بالماء تقوم بعمل طفاية الحريق وذلك بتغطية المقلاة بها بطريقة خنق اللهب. كانت هذه القصة وربما غيرها كثير فمنها ما تمت مكافحته بسرعة ومنها ما كانت خسائرها أكبر بالأرواح والممتلكات، ف(حواء) الأم والأخت والزوجة في المنزل تكون هي دائماً خط المواجهة الأول، وتحيط بها الكثير من المخاطر في المنزل فكيف تواجهها ؟ ..وهنا نحاول من خلال القصة السابقة ان نبيّن الخطورة الكبيرة التي تكون في المنازل ونحاول ان نضع بعض من الإرشادات لمواجهة مثل هذه الأخطار سواءً اخطار زيوت الطبخ او الكهرباء ومن هذه الإرشادات الآتي: * يجب توعية افراد المنزل من زوجة واولاد بكيفية المواجهة السليمة لأخطار المنزل. *دائماً العجلة سبب في الكثير من الأخطار ، فتنظيم وقتكِ سيدتي في أعمال المنزل يقيك من مخاطر الاستعجال في إنهاء بعض الأعمال من طبخ وغيره مما ينتج عن هذا الاستعجال العديد من المخاطر لكِ ولأسرتك. * خطورة زيوت الطبخ تكمن في انها سريعة الاشتعال ولا تكافح حرائقها بالماء بل ان الماء يزيد من اشتعالها والطريقة الصحيحة في مكافحتها هي فصل صمام الغاز ثم المكافحة بطفاية الحريق من نوع البودرة الجافة أو قطعة مبللة من القماش توضع بشكل يغطي اناء الطبخ. * وضع الأطباق الساخنة وزيوت القلي عند طرف الموقد أو بالقرب من متناول أيدي الأطفال سبب كبير في إصابة الأطفال بالحروق والضرر. * إشعال أعواد الثقاب أو أي مصدر حراري أو كهربائي عندما تكون هناك رائحة غاز متسربة تعني انكِ تعرضي نفسك وبيتك لخطر الحريق!! فالحل الأمثل إغلاق صمام الغاز وإخلاء المكان من الأشخاص ثم تهوية المكان بفتح النوافذ والأبواب. * التنظيف الدائم لموقد الغاز من آثار الزيوت المنسكبة. * عدم ترك الزيت على موقد الغاز والانشغال عنه بعمل آخر. * متابعة العاملات في المنزل وزيادة وعيهن بهذه الحوادث. في الختام جعل الله السلامة طريقاً لنا جميعاً وإلى اللقاء في المقال المقبل.. والسلام عليكم.. وللتواصل: [email protected]