وهي تتوشح عاصمة للثقافة العربية للعام 2009م ، كل الأنظار موجهة هذه السنة في الجزائر للقدس .. لفلسطين الأرض و القضية و المصير ، لفلسطين الهم العربي المشترك ، ضمن فعاليات معرض الجزائر الدولي للكتاب في طبعته ال 14 ، الذي سينتظم في الفترة ما بين 27 أكتوبر و 6 نوفمبر، و يظل منذ نهاية ستينيات القرن الماضي الحدث الثقافي والفكري الأكبر في البلاد رغم توقفه لأزيد من 10 سنوات كاملة بسبب الأزمة الأمنية الداخلية التي تدحرج خلالها الفعل الثقافي لأدنى مستوياته فخرّبت مؤسساته واستهدف أهله من كتاب و شعراء وصحفيين ومثقفين في أمنهم وحياتهم . وخلافا لحضورها السابق في مختلف طبعات المعرض من خلال ممثليتها الدبلوماسية في الجزائر والقلة من ناشريها الذين ظل حضورهم محتشما طيلة السنوات الفارطة ، تسجل فلسطين هذه السنة حضورها اللافت والمؤثر محاطة بأضواء وسائل الإعلام المحلية والدولية التي ستحتفي هي الأخرى بضيف شرف المعرض وتحكي عن همومه و تطلعاته من خلال الكتاب ، رواية كان أو قصة أو ديوانا شعريا أو بحثا أكاديميا ومن خلال الندوات التي ستتناول الشأن الفلسطيني من مختلف أوجهه . ولقد دعت محافظة معرض الجزائر الدولي للكتاب التي يتولى إدارتها إسماعيل أمزيان ، الرئيس السابق لنقابة الناشرين الجزائريين ومدير دار نشر القصبة ، أحد أهم و أكبر دور النشر الجزائرية ، والتي وعدت جمهور القراء الجزائريين باحتفالية ثقافية تكون العروس فيها فلسطين القاصة والشاعرة والروائية والناثرة ، دعت عددا هاما من الأسماء الثقافية و الفكرية والشعرية الفلسطينية يتقدمهم الشاعر الشاعر العربي الكبير " عز الدين المناصرة " الذي يعرف الجزائر جيدا وقضى سنوات طويلة من عمره بجامعاتها مدرسا فيها وتخرج على يده عدد من الشعراء الجزائريين ، وسيفتتح المناصرة فعاليات المعرض الذي سيشهد عرض 1200 عنوان جديد بأمسية شعرية تتبع بجلسة بيع بالإهداء لكامل أعماله الشعرية ، و ستكون فلسطين حاضرة عبر الأمسيات الشعرية التي سينشطها شعراء عرب و جزائريين من مختلف الأجيال نذكر من بينهم الشاعر السعودي عبد الوهاب العريض و السوري عبد القادر الحسني والمغربي عدنان ياسين والبحريني حمدة خميس واليمني محمد السلامي ، كما ستحضر فلسطين عبر الندوات الفكرية لعل أبرزها تلك التي ستتناول " واقع الإعلام الثقافي الفلسطيني " بشارك فيها عدد من الإعلاميين و الكتاب الفلسطينيين نذكر من بينهم ماجد أبو غوش صاحب ديوان " غيمة زرقاء " ويوسف المحمود مراسل التلفزيون السوري في فلسطين و آخرون كثيرون . و تشهد الجزائر منذ الإعلان عن القدس عاصمة للثقافة العربية العام 2009 جملة من الفعاليات الثقافية والفكرية المثمّنة للتظاهرة التي تتقاسمها الدول العربية جمعاء من خلال المسرح و السينما والتشكيل والموسيقى والكتاب ، حيث أطلقت وزارة الثقافة رسميا الفعاليات مطلع شهر سبتمبر الماضي تحت شعار “القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية ” لعل أبرزها التكريم الذي رعته وزارة الثقافة بالتنسيق مع منشورات «البرزخ» و خص الشاعر العربي الراحل محمود درويش في الذكرى الأولى لرحيله تحت عنوان كبير و جميل «محمود درويش، حياة في الشعر» حيث لم يكن التكريم هذه المرة بلغة الشعر و إنما بلغة التشكيل من خلال اللوحة الفنية التي التقطت جماليا ولادة القصيدة عند درويش فأنتجت المعرض الفني الذي يستمر إلى غاية السادس من شهر نوفمبر المقبل و يحتضنه بقلب العاصمة الجزائر « متحف الفن الحديث والمعاصر » تحت عنوان " أمّة في المنفى " فكانت الجزائر التي منها تم " إعلان دولة فلسطين " (1988) و كان درويش محرر ذلك الإعلان ، الحضن الذي أحي مجددا مشروع الفنان التشكيلي التونسي المعروف رشيد قريشي الذي كان العام 1981 قد التقى محمود درويش بتونس و اتفقا على العمل الذي استمر 3 سنوات كاملة ومن المنتظر أن تصدر مجموعة اللوحات في شكل كتاب مرفوقة بقصائد درويش عن دار نشر «آكت سود» الفرنسية ومنشورات «البرزخ» الجزائرية قريبا .