ألقى السفير البريطاني السير وليام باتي أمس خطاباً هاماً في جامعة الأمير محمد بن فهد في المنطقة الشرقية بعنوان «بريطانيا والشرق الأوسط: الماضي والحاضر والمستقبل». وتطرق السفير وليام خلال خطابه إلى عدد من القضايا السياسية والعلاقات السعودية - البريطانية. وأكد باتي أن بريطانيا تطور اليوم شراكات استراتيجية مع دول منطقة الشرق الأوسط وبخاصة المملكة العربية السعودية. وهي شراكات مبنية على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، مشيراً إلى أن هذه العلاقة الآن تتجاوز الحكومات حيث يقيم قطاع الأعمال والطلاب والسياح والحجاج روابط أقوى وأكثر تشويقاً من تلك العلاقة القائمة بين الحكومات. وتحدث باتي عن عملية السلام في الشرق الوسط فقال: «دعوني أكن واضحاً حول ما تريده حكومة المملكة المتحدة الآن، لأنني أعتقد أن هذا الموقف ليس مفهوماً كما ينبغي، إننا نريد تحقيق ما يلي: - حلا يقوم على أساس دولتين - دولة فلسطينية مزدهرة وقابلة للحياة تعيش في أمان جنباً إلى جنب مع إسرائيل. - الحدود المتفق عليها بين الطرفين على أساس حدود عام 1967م. - وضع حد فوري لأنشطة الاستيطان. - القدس عاصمة للدولتين. - التوصل إلى حل عادل لقضية اللاجئين. وأكد باتي أن ما تريده المملكة المتحدة جوهرياً هو التوصل إلى حل وفقاً لمبادرة السلام العربية التي قادها خادم الحرمين الشريفين فنحن نريد ما تريدونه أنتم. مشيراً إلى أن رئاسة باراك أوباما للولايات المتحدة فرصة جيدة ينبغي عدم إضاعتها وإلا تعرضنا للخطر، إن العرب والإسرائيليين بحاجة إلى ركوب المخاطر والتحلي بالتفاؤل في السعي لتحقيق السلام. وفي الشأن الإيراني قال السفير البريطاني لدى المملكة نحن نريد لإيران أن تكون جزءاً قوياً من المجتمع الدولي لا أحد ينكر أهمية إيران الاستراتيجية والتاريخية والاقتصادية أو الثقافية. ولكننا نريد من إيران أن تكون مسؤولة وأن تعمل مع جيرانها لتحقيق الأمن الاقليمي. وبخصوص العراق قال إنه مهما كان الرأي بشأن القرار الأساسي وراء الذهاب إلى العراق فقد كان هدفنا دائماً أن نعيد للعراق سيادته. وقد بقينا في العراق طالما لزم الأمر حتى يقوم العراقيون ببناء قوات أمنهم واتخاذ قرار بشأن دستورهم، وإجراء الانتخابات وتشكيل الحكومة. أما مشاركتنا في العراق في المستقبل فسوف تكون للمساعدة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. هناك تقدم في العراق يسير في الاتجاه الصحيح بالرغم من الجهود المستمرة من قبل بعض المتطرفين لعرقلة هذا التقدم. ومن المهم أن يقوم أصدقاء العراق وجيرانه بدعم هذه الجهود. وهناك دور كبير للمملكة العربية السعودية لكي تلعبه في هذا المجال. وعن التحديات العالمية قال السفير باتي: ونحن إذ ننظر إلى التحديات المتمثلة في هذا القرن نرى أن العديد منها يتطلب استجابة عالمية، مثل مكافحة الإرهاب الدولي، ووقف تغير المناخ، وإعادة عجلة النمو للاقتصاد العالمي. ولمواجهة هذه التحديات نحتاج إلى نوع مختلف من العلاقات الدولية يقوم على أساس الاحترام والتعاون. وفي نهاية خطابه قال السفير البريطاني إن بريطانيا تريد للشرق الأوسط النجاح والاستقرار والازدهار. وتنظر الحكومة البريطانية إلى أصدقائها في المنطقة على أساس أنهم شركاء في السعي لتحقيق هذا الهدف.