ذكر دبلوماسيون ان الدول الغربية في مجلس الامن رفضت عقد اجتماع طارئ دعت اليه ليبيا ويخصص لمناقشة تقرير غولدستون بشأن الحرب على غزة، واتفقت بدلا من ذلك على بحث التقرير في اطار مناقشة عامة حول الوضع في الشرق الاوسط يوم الأربعاء المقبل. وتبنى مجلس الامن المنقسم هذا الحل الوسط خلال مشاورات مغلقة تلت طلب ليبيا المدعومة من المجموعة العربية ودول عدم الانحياز عقد اجتماع طارئ للمجلس لمناقشة تقرير لجنة غولدستون. وكان مجلس الاممالمتحدة لحقوق الانسان في جنيف طلب من هذه اللجنة اجراء التحقيق، واتهم تقريرها اسرائيل بارتكاب "جرائم حرب" و"جرائم محتملة ضد الانسانية" خلال هجومها على غزة. وطلبت لجنة غولدستون من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون احالة التقرير الى مجلس الامن الدولي لاتخاذ الاجراءات اللازمة والتي يمكن ان تكون الاحالة الى المحكمة الجنائية الدولية. ورأت انه من الضروري في البداية ان يناقش مجلس حقوق الانسان التقرير، قبل احتمال مناقشته في محافل اخرى.وقال نائب السفيرة الاميركية اليخاندرو وولف ان الاعضاء ال15 في مجلس الامن وافقوا على تقديم موعد المناقشة الشهرية بشأن الشرق الاوسط الى الاربعاء المقبل. واضاف: "وافقنا فقط على تقديم موعد المناقشة الشهرية حول الشرق الاوسط وستكون كل الوفود حرة في طرح كل المسائل التي ستعتبرها ملحة في هذه المناسبة". وقال ان تقرير غولدستون: "ليس مدرجا على جدول اعمال مجلس الامن والمنتدى الملائم لمناقشته هو مجلس حقوق الانسان". ووصف وولف التقرير بانه "مليء بالعيوب" مشيرا الى ان "المكان الصحيح لمناقشته هو جنيف في مجلس حقوق الانسان". الا ان السفراء العرب في المجلس اعربوا صراحة عن عزمهم الاستفادة من هذه المناقشة لتسليط الضوء على النتائج التي توصل اليها التقرير الذي ينتقد اسرائيل بشدة. وقال السفير الليبي في الاممالمتحدة عبد الرحمن شلقم: "سنجري نقاشا مفتوحا وسيشارك فيه وزير الخارجية الفلسطيني" مشيرا الى ان الهدف من النقاش هو "ابقاء الزخم بشان هذا التقرير". وفي واشنطن جددت وزارة الخارجية دعمها لتأجيل النظر في تصويت مجلس حقوق الانسان على التقرير المثير للجدل. وقال ايان كيلي المتحدث باسم الخارجية الاميركية ان مثل هذا التاجيل سيساعد على خلق ظروف افضل للحوار بعد ان اثار التقرير الذي صدر الشهر الماضي ضجة. وقال كيلي: "نفعل كل ما في وسعنا لاطلاق عملية السلام هذه، ونريد تخليص طاولة المفاوضات من المشاكل التي يمكن ان تعرقل تقدمنا في هذا الاتجاه". الا ان رياض منصور المراقب الفلسطيني في الاممالمتحدة اكد على التاييد الواسع الذي لقيته المبادرة الليبية من الدول العربية والاسلامية ودول عدم الانحياز التي تشكل الغالبية في الاممالمتحدة. وقال ان الدول العربية اكدت على اهمية التوصية الاساسية لتقرير غولدستون والتي "تطلب من اسرائيل والفلسطينيين اجراء تحقيقات بشان مزاعم ارتكاب جرائم حرب وربما جرائم ضد الانسانية باتباع الانظمة القانونية فيها في اطار ستة اشهر كحد اقصى". واضاف انه يجب ان تتم التحقيقات "باشراف لجنة مستقلة من مجلس الامن لضمان ان تجري هذه التحقيقات بنية حسنة وتتماشى مع القانون الانساني الدولي". واكد السفير السوداني عبد المحمود عبد الحليم محمد الذي يرأس حاليا المجموعة العربية المؤلفة من 22 عضوا في الاممالمتحدة ان المجموعة قررت انه يجب تفعيل تقرير غولدستون وعدم تهميشه. وحذر من انه اذا فشل المجلس في تطبيق توصيات تقرير غولدستون "فاننا سنتوجه الى الجمعية العامة للامم المتحدة" التي تضم 192 دولة عضوا. من جهة أخرى اعتبرت الرئاسة السويدية للاتحاد الاوروبي أمس الخميس ان تقرير الاممالمتحدة الذي اتهم الجيش الاسرائيلي بارتكاب جرائم حرب في هجومه الاخير على قطاع غزة "جدير بالاهتمام" ويجب ان يناقش امام مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة. وقال وزير الخارجية السويدي كارل بيلت خلال مؤتمر صحافي في ستوكهولم ان التقرير "بالتأكيد جدير بالاهتمام، اعتقد ان غولدستون شخص يتمتع بصدقية كبيرة وبنزاهة كبيرة وبالتالي فان تقريره ذو وزن".واضاف الوزير السويدي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي: "اخذنا بالطبع علما بتقرير غولدستون. انه الآن امام مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة ونعتقد انه يجب ان يناقش هناك.هذا تقرير مستقل". وندد التقرير بسلوك اسرائيل، وكذلك الفلسطينيين، خلال الهجوم الاسرائيلي الاخير على غزة، واوصى مجلس الامن الدولي بمراجعة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في حال لم يتحقق اي تقدم ملحوظ في غضون ستة اشهر في تحقيقات يجريها الطرفان الفلسطيني والاسرائيلي. وقال المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية يغال بالمور ان "كل من يطلع على التقرير بكامله، لا مجرد على عناوين الصحف، يدرك انه ليس تحقيقا مستقلا او مهنيا، بل انه لائحة اتهامات نقلتها حماس الى اعضاء لجنة التحقيق". واضاف ان "تصريحات الوزير السويدي مخيبة جدا، لانها تظهر انه لم يقرأ النص جيدا او انه لم يفهم حقا ما كتب فيه". ويتهم تقرير غولدستون اسرائيل خصوصا بارتكاب "جرائم حرب" و"جرائم محتملة ضد الانسانية" خلال هجومها على غزة. واسفر الهجوم الاسرائيلي على غزة عن مقتل اكثر من 1400 فلسطيني، غالبيتهم من المدنيين.