بدأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود امس اول زيارة له الى سورية ما يشكل تقاربا من شأنه ان يضع حدا لعدة نزاعات في المنطقة. وكتبت صحيفة الوطن السورية (المقربة من الحكومة) في عددها الصادر امس "يصل بعد ظهر اليوم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في زيارة رسمية تستمر يومين يرافقه وفد سياسي كبير". وتابعت الصحيفة "تجري هذه الزيارة وسط ارتياح اقليمي ودولي، شجع خلال الاسابيع الماضية على هذا التقارب، حيث ابدت باريس ارتياحها لتحسن العلاقات بين البلدين بما في ذلك من تأثير على الوضع الاقليمي، كما رحب لبنان ودول خليجية وعربية اخرى بالزيارة". ويقول عدد من المحللين بأن هذه الزيارة التي يقوم بها الملك لاول مرة منذ توليه العرش في عام 2005، ترمي الى وضع حد للخلافات بين البلدين وخاصة فيما يتعلق بالملفين الفلسطيني واللبناني، بالاضافة الى العلاقات الاستراتيجية التي تربط سورية بإيران. وكان اول لقاء مصالحة بين الملك عبدالله والرئيس السوري بشار الاسد، الذي بدأت بلاده بفتح حوار مع الادارة الاميركية الجديدة، قد حدث مطلع عام 2009 على هامش القمة الاقتصادية العربية التي عقدت في الكويت. وفي 23 ايلول/ سبتمبر زار الرئيس السوري المملكة حيث حضر افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) بالتزامن مع اليوم الوطني السعودي. وكان من بوادر تحسن العلاقات بين البلدين، تعيين المملكة سفيرا في دمشق في تموز/ يوليو بعد ان بقي هذا المنصب شاغرا لمدة عام. وتعتقد الولاياتالمتحدة وبعض الدول الغربية بأن دمشق يمكنها المساهمة بالبحث عن حلول للملفات الساخنة في المنطقة كالعراق ولبنان والصراع الاسرائيلي - الفلسطيني. ويضيف المحلل بأن الرئس الاميركي باراك اوباما، وعلى العكس من الادارة الاميركية السابقة برئاسة جورج بوش، "يريد ان يعطي لسورية دورا في المنطقة". وفي لبنان عنونت صحيفة السفير المقربة من دمشق "كتاب مفتوح الى الرئيس المكلف سعد الحريري: فلتكن زيارة الملك عبدالله الى دمشق فرصة لاعلان حكومة الشراكة". وفي هذا البلد الذي لم تشكل فيه حكومة منذ الانتخابات التشريعية التي جرت في حزيران/ يونيو والتي فاز فيها معسكر 14 آذار/ مارس الذي يتزعمه سعد الحريري امام معسكر 8 آذار/ مارس الذي يقوده حزب الله المدعوم من دمشق، يراهن العديد من محللين على التقارب السوري - السعودي لوضع حد للخلافات. من جهتها، كتبت صحيفة النهار اللبنانية المقربة من 14 آذار/ مارس ان "لبنان معني اكثر من اي وقت بالمصالحة السعودية - السورية، اقله بالنظر الى الانعكاسات السلبية التي حصدها نتيجة الخلاف بين دمشق والرياض ولم يكن آخرها تعثر تأليف الحكومة في لبنان".