يلجأ الآباء إلى المدارس الأهلية ، لأن المدارس الحكومية لا تستطيع أن تستوعب أبناءهم ، وليس لأنها الأحسن إلا فيما ندر ، بل إن كثيرا من المدارس الأهلية أسوأ من المدارس الحكومية ، فالمباني مستأجرة ولم تُهيأ لتكون مدارس ، والغرف ضيقة وسيئة التهوية والإنارة ، ودورات المياه قليلة ، ومستوى المعلمين مترد إذ يتقاضى الواحد منهم راتبا لا يزيد على 1800 ريال .. صحيح أن هناك مدارس أهلية مميزة، ولكنها ليست للعامة بل لأبناء الأثرياء الذين يستطيعون دفع مائتي ألف ريال في العام ، وهناك مدارس بين ، بين ، تبلغ الرسوم فيها ثلاثين ألفا أو اكثر ، وهي لا تتميز عن غيرها في الأغلب الأعم إلا من حيث جمال المبنى، على أنني أكتب هذا المقال لا لأقرر ماسبق ، ولو أنه جدير بالذكر ، ولكن لأن المدارس الأهلية زادت من معدل رسومها زيادة كبيرة، فعلى سبيل المثال المدرسة التي كانت باثني عشر ألفا أصبحت بثمانية عشر ألفا ، ولم يحدث ذلك بسبب تحسينات في المباني أو مستوى التدريس أو إدخال الكمبيوتر بل بسبب غلاء المعيشة مع أن نسبة التضخم في المملكة هبطت من 11% إلى 4ر4% ، وكذلك بسبب التأمين الاجتماعي للمعلمين مع أن هذا فيما أعرف يُستقطع من رواتبهم ، أما رواتب المعلمين فقد بقيت على حالها رغم أن وزارة التربية والتعليم وصندوق الموارد البشرية حاولا أكثر من مرة وضع حد أدنى لأجورهم ، والحل هو أن تتدخل الوزارة وتضع تصنيفا للمدارس على غرار تصنيف الفنادق ، وتحدد المصاريف الدراسية على أساس هذا التصنيف ..