حين يطلّق الرجل زوجته ؛ لا أحد يجرؤ على سؤاله "لماذا؟" دونما تحفظ شديد من رغبته بعدم الإفصاح عن السبب ؛ فهو صاحب الحق في ذلك والأعلم بمصلحه نفسه وتجتهد الأسرة كلها مهما كانت علاقتهم بطليقته قوية مميزة لتزويج ابن عائلتهم من امرأة أخرى بأسرع وقت ممكن فالحياة في نظرهم تستحق تكرار التجربة مرات ومرات ... أما تلك المطلقة فهي بحاجة للنظر في أسباب فشلها في حياتها الزوجية ومن الأفضل أن تبقى في منزل أهلها مدة كافية للعمل على تحسين أفكارها وطبائعها وتكون محل اتهام وقصور مالم تقنع الجميع أنها مظلومة في ذلك الانفصال ... وفي حال كانت هي صاحبة المبادرة في طلب الانفصال عليها أن تستعد لإقناع الجميع بقرارها من القاضي وحتى أبعد الأقرباء وأحيانا الصديقات ..!! تحت ظل منهج إسلامي أمرنا بالستر وقرآن يتلى إلى يوم القيامة يقول "ولا تنسوا الفضل بينكم" يصر البعض على كشف المستور وفضح الأمور من باب المساعدة والإقتناع بقرارات الآخرين في الوقت الذي لا أحد يعلم من يئن ومن يضحك خلف أسوار المنازل الشاهقة الارتفاع ...!! كم من التجمل والتنميق واللطف يلزم العريس وأهله من أجل طلب يد فتاة ..؟ وكم من الشر والقسوة والرعانة يلزم المعنيين أنفسهم من أجل الانفصال عن تلك الفتاة ذاتها ؟؟ لماذا يتعامل البعض مع مشاكل الانفصال بين الزوجين على مبدأ إن لم تكن معي فأنت عدوي .. وكيف تنقلب سنوات العشرة والصبر أمام طالبات الخلع إلى دليل على نقص العقل أو التجني ..؟! هكذا ينظر غالبية المجتمع إلى نساء طالبن بالخلع بصرف النظر عن الأسباب في دين كفل لهن حق الانفصال حتى لمجرد الكره أو النفور العاطفي ويأبى المجتمع الاعتراف بذلك على أرض الواقع ... ** تشير الإحصائيات إلى أن عدد قضايا الخلع المسجلة في المحاكم الشرعية خلال الأعوام 2004 - 2008 بلغ ما مجموعه 10957 قضية .. ألا يستحق الأمر الوقوف ؟؟ أما أسباب زيادة تلك القضايا من وجهة نظري فدعوها حديثنا القادم .