قال الأستاذ الدكتور أحمد بن سالم باهمام أستاذ الأمراض الصدرية بكلية الطب بجامعة الملك سعود: إن السكوالين (Squalene) التي توضع في اللقاحات وخاصة لقاح انفلونزا الخنازير والمعروف ب H1N1 هي مادة عضوية زيتية تستخرج أساسا من زيت كبد الحوت وزيوت بعض النباتات ومنها الزيتون. وهي مادة طبيعية تفرزها الكائنات الحية ومنها الإنسان. وأكد ل(الرياض) أن هناك تساؤلات عديدة عن هذه المادة وعن مدى صحة ما يتناوله البعض في الإيميلات ومواقع الإنترنت حول خطورتها ومضاعفاتها وأن المعلومة الموثقة بحسب مجلات علمية محكمة وخضعت لأساليب البحث العلمية المعترف بها والمبنية على البراهين أو نشرت في مواقع لجامعات أو جمعيات علمية مرموقة وموثوق بها هي ما نسعى إليه. واضاف أن السكوالين يتركب من مادة هيدروكربونية أساسية لتكوين بعض المواد الأساسية في الجسم مثل الكوليسترول وهرمونات الستيرويد وفيتامين دال ويتم استخدام مادة السكوالين في اللقاحات منذ أكثر من 12 سنة حيث تم الفسح باستخدامها كمادة مساعدة للمناعة في اللقاحات تحت اسم (MF59) لصالح شركة نوفارتس وصرح باستخدام مادة السكوالين في اللقاحات منذ عام 1997 في عدة دول أوروبية. والهدف من إضافة المادة كما ذكرنا هو زيادة مناعة الجسم ضد العدوى لأن تصنيع لقاح الأنفلونزا عن طريق الحقن يستخدم أجزاء فقط من فيروس ميت وليس كامل الفيروس وتستخدم المواد مثل السكوالين لتكملة باقي أجزاء الفيروس للحصول على أفضل مستوى مناعة. وتستخدم مادة السكوالين في عدة لقاحات منها لقاح الأنفلونزا الموسمية ولقاح الملاريا واستخدم في تطوير لقاح مرض الأيدز واستخدم كذلك في تطوير لقاح لأنفلونزا الطيور (H5N1) وحديثا استخدم في تطوير لقاح أنفلونزا (H1N1). وقد تم في الأعوام السابقة إعطاء ملايين الجرعات من مختلف اللقاحات التي أحتوت مادة السكوالين. وقال د. باهمام لقد بدأ القلق من مادة السكوالين عند ظهور ما عرف وقتها بمتلازمة حرب الخليج حيث عزا بعض الباحثين الأعراض لمادة السكوالين التي ظن البعض وقتها أنها موجودة في لقاح الجمرة الخبيثة الذي تم إعطاؤه وقتها للجنود بسبب اكتشاف أجسام مضادة للسكوالين في دم الجنود المصابين بالمتلازمة ولكنه تم دحض هذه النظرية بعد ذلك عن طريق عدد من الباحثين بسبب عيوب ونواقص في طريقة البحث التي أتبعها الباحثون في البحث السابق وبسبب وجود هذه الأجسام المضادة عند أكثر الناس حتى الذين لم يأخذوا لقاحات بها مادة السكوالين كما أن الباحثين في البحث السابق لم يستطيعوا إثبات أن المصابين بمتلازمة حرب الخليج قد أخذوا لقاحات بها مادة السكوالين.. واضاف باهمام أن منظمة الصحة العالمية نفت أن يكون الجنود المصابين بمتلازمة حرب الخليج قد حصلوا على لقاحات بها مادة السكوالين وذكرت أن أكثر من 22 مليوناً حصلوا على لقاحات في أوروبا بها مادة السكوالين منذ عام 1997 ولم تظهر عليهم آثار جانبية وزادت المنظمة أن الدراسات السريرية التي أجريت على لقاحات بها مادة السكوالين وتم إعطاؤها لحديثي الولادة والرضع لم تظهر آثار جانبية. ولكنها ذكرت أن أكثر اللقاحات التي أعطيت للكبار تم إعطاؤها لكبار السن وأوصت بمتابعة الأشخاص الذين حصلوا على لقاحات بها مادة السكوالين وتظهر هذه المعلومات على موقع المنظمة على الشبكة الألكترونية. واضاف لقد أظهر بحث نشر عام 2006 أن الأجسام المضادة لمادة السكوالين لم تنتج عن لقاح الأنفلونزا الموسمي المحتوي على مادة السكوالين وكذلك لم يرفع اللقاح مستوى الأجسام المضادة في الدم.