سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المملكة: رسالتنا إلى العالم.. الحوار والتسامح والتحرر من الفقر والمرض والجهل بدء أعمال مؤتمر جنيف العالمي حول مبادرة خادم الحرمين للحوار وأثرها في إشاعة القيم الإنسانية
برعاية فخامة الرئيس الدكتور هانس رودلف ميرز ، رئيس الاتحاد السويسري، بدأت في مدينة جنيف بسويسرا يوم امس أعمال المؤتمر العالمي(مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار وأثرها في إشاعة القيم الإنسانية) الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي بمشاركة شخصيات ومؤسسات عالمية تمثل أتباع الأديان والثقافات والحضارات في العالم. وبدأت جلسة افتتاح المؤتمر بتقديم ألقاه فضيلة الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله الزيد الأمين المساعد للرابطة ، والذي قدم المتحدثين في حفل الافتتاح، ورحب فضيلته في تقديمه بالمشاركين في المؤتمر مبيناً أنه ثالث ملتقيات المبادرة التاريخية التي جسدت اهتمام القائد الحكيم الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود بالتحديات التي تواجهها الإنسانية اليوم. وقال : لقد أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود مبادرته التاريخية للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، إدراكاً منه - حفظه الله - للأمل الكبير المنوط بالحوار البنّاء بين أتباع الأديان والثقافات، وأنه كفيل بحل الصراعات وعلاج الأمراض الاجتماعية والأوبئة البيئية التي تعيشها المجتمعات الإنسانية. الدكتور التركي يلقي كلمته وبين أن هذا الملتقى يأتي تتويجاً لملتقيين سابقين ، حيث نظمت رابطة العالم الإسلامي برعاية من خادم الحرمين الشريفين المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار في مكةالمكرمة بمشاركة كوكبة كبيرة من علماء المسلمين في شهر يونيوعام2008م، وأكدوا فيه على أهمية وضرورة الحوار الحضاري، وتوجهوا إلى خادم الحرمين الشريفين أيده الله "مؤملين دعوته الكريمة شخصيات متميزة ومتخصصة في الحوار من المسلمين ومن أتباع الرسالات الإلهية والفلسفات الوضعية المعتبرة، لعرض الرؤية الإسلامية للحوار... والاتفاق على صيغة عملية لحوار عالمي مثمر، يسهم في حل المشكلات التي تعاني منها البشرية اليوم". وتلبية لنداء مكةالمكرمة، وبتوجيه ورعاية من خادم الحرمين الشريفين رعاه الله؛ أقامت رابطة العالم الإسلامي المؤتمر العالمي للحوار في مدريد في شهر جولاي من عام 2008م بمشاركة كبيرة لأتباع مختلف الديانات والثقافات العالمية، وقد اتفقوا على مبادئ الحوار وأسسه، ووضعوا آليات تطويره بعد دراستهم عوائقه ووسائله، كما دعوا الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى تأييد النتائج التي توصلوا إليها، من خلال عقد دورة خاصة للحوار. وفي شهر نوفمبر 2008م حمل خادم الحرمين الشريفين توصية عقلاء العالم الداعين لنهج الحوار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في اجتماعها المنعقد آنذاك، فحظيت بتقدير وموافقة دولية. موريل بيرست تلقي كلمة رئيس الاتحاد السويسري واليوم نلتقي في ثالث ملتقيات المبادرة الملكية، لنؤكد على أهمية القيم الإنسانية التي نشترك فيها، ولنبحث في آفاق التعاون على حراستها وتطويرها؛ سعياً للخروج من الأزمات العالمية التي تتهدد السلم والتوافق العالمي. وقد ألقت كلمة فخامة الرئيس الدكتور هانس رودلف ميرز رئيس الاتحاد السويسري السيدة موريل بيرست ممثلة سويسرا في المقر الأوربي للأمم المتحدة وأبرز فخامته في الكلمة قيمة الحوار بين أتباع الأديان وغيرهم من أتباع الثقافات مبيناً أهمية مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين الأمم والشعوب. وبين أن سويسرا بلد مهتم بالحقوق الإنسانية ولقاء أتباع الأديان، وقال نحن نحيي حكومة المملكة العربية السعودية لتنظيم هذا الاجتماع ، ونؤكد أن الجهود للقاءات بين أتباع الأديان جهود مهمة للغاية. وقال : إن حرية التعبير في هذا الحوار أمر ضروري وهام ولاسيما عندما تناقش قضايا ثقافية ، ومن هذا المنطلق فإن سويسرا ستواصل دعمها للمبادرات السلمية وفي مقدمتها مبادرة خادم الحرمين الشريفين. وألقى معالي الدكتور بندر بن محمد العيبان رئيس هيئة حقوق الإنسان كلمة المملكة حيث نقل للمشاركين تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وحكومة المملكة . وقال معاليه : تحظى مسألة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة لدى خادم الحرمين الشريفين بأهمية بالغة ومكانة متميزة كونها نموذجاً لثقافتنا الإسلامية الثرية وموروثاً حضارياً زاخراً ، وإيماناً منه حفظه الله بالأهمية القصوى التي يكتسبها هذا الموضوع في عالم اليوم الذي يعيش في ظل أجواء ملبدة بغيوم من التوتر ، واتساع دائرة التحديات التي تواجه البشرية ، وإدراكاً منه بخطورة مظاهر التعصب العقائدي والعرقي ، وما يصاحبها من مظاهر العنف ورفض الآخر . كما أوضحه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في كلمة له بقوله " إن التركيز عبر التاريخ على نقاط الخلاف بين أتباع الأديان والثقافات قاد إلى التعصب، وبسبب ذلك قامت حروب مدمرة ، وسالت فيها دماء كثيرة لم يكن لها مبرر من منطق أو فكر سليم " . فالظلم وغياب العدل يتنافى مع قيم الإنسان ومثله العليا في السعي لتحقيق الأمن والسلام ، وصور انتشار الظلم متعددة في العالم ومن أبرزها ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان واحتلال وغياب لأبسط حقوق الإنسان مما يتعارض مع ابسط القيم الإنسانية ، ويدفع بالمنطقة إلى مزيد من العنف والابتعاد عن السلام العادل. وقال د. العيبان : لقد جاءت مبادرة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بعد تعاظم ظاهرة القلق من العنف والإرهاب والاعتداء على الآخرين لتشكل حدثاً من أهم الأحداث التاريخية التي يشهدها العالم المعاصر ، لأنها تهدف لمساعدة العالم على التخلص من حالة التوتر التي يعيشها ، وترسم صورة جديدة للفكر البشري في العالم نحو التآلف والتسامح والتعاون لمواجهة الأزمات المتلاحقة التي يعيشها ، ولي أن أقتبس القاعدة التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين في المؤتمر العالمي للحوار في مدريد بقوله: ( إننا جميعاً نؤمن بربٍ واحدٍ ، بعث الرسل لخير البشرية في الدنيا والآخرة واقتضت حكمته سبحانه أن يختلف الناس في أديانهم ولو شاء لجمع البشرعلى دين واحد ونحن نجتمع اليوم لنؤكد أن الأديان التي أرادها الله لإسعاد البشر يجب أن تكون وسيلة لسعادتهم ) . الجلسة الافتتاحية وأكد أن خادم الحرمين الشريفين قرن الأقوال بالأفعال من خلال إيجاد أرضية مشتركة بين أتباع الديانات لمساعدة العالم على التخلص من حالة التوتر التي يعيشها والعمل على حل الإختلافات والخلافات بروح الإنسانية بعيدة عن التعصب والتطرف وبمزيد من التعاون لمواجهة الأزمات المتلاحقة وحماية البشرية مما يتهددها من أخطار تمس مصالح شعوبها وبلدانها ، والسعي إلى عالم تسوده قيم العدالة والإنسانية. وأضاف : إن مبادرة الملك الانسان خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الديانات والثقافات المختلفة لم تكن الأولى في عالم مبادراته الإنسانية . فقد قرن خادم الحرمين الشريفين الأقوال بالأفعال فقدم مبادرته للسلام في الشرق الأوسط التي تبنتها القمة العربية في بيروت عام 2002م ، ومبادرة الطاقة من أجل الفقراء في يونيو 2008م ، وبادرت المملكة حكومة وشعبا بتقديم العون والمساعدة للدول الأشد فقراً ، ودعم المنظمات المعنية بمكافحة الفقر على المستوى العالمي ، ودعم صناديق الأممالمتحدة الائتمانية ، وصندوق الأممالمتحدة للطفولة ، وإسقاط الديون الرسمية عن الدول النامية ، ودعم هيئات الإغاثة الدولية في مواجهة الكوارث. وما تلك المبادرات من لدن خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة إلا إثراءً لمبدأ المسؤولية المشتركة تجاه حاضر ومستقبل الإنسان ، ورسالة من المملكة إلى العالم مفادها أن الحوار الإنساني بين الأديان ، والترابط بين الحضارات ، والتسامح والتعايش السلمي بين الأفراد والشعوب ، والتحرر من الفقر والجوع والمرض والجهل والمرض والفساد يعد من أولويات حقوق الإنسان . هذا هو الهدف النبيل الذي سعى ويسعى إليه خادم الحرمين الشريفين من خلال هذه المبادرات ، وهو دليل على نهج المملكة الإنساني الذي تأسست عليه . وأكد د. العيبان أن مبادرات الملك عبدالله تسعى لإنهاء النزاعات والحروب والصراعات وبؤر التوتر التي تهدد السلام الإقليمي والعالمي ومواجهة الأزمات الحادة التي تهدد أسس التنمية والاقتصاد العالمي ، وهي المدخل الحقيقي لإزالة الظلم وإقامة سلام عادل ودائم ولتحقيق خير الشعوب على الصعيد الإقليمي والدولي. وخلال كلمته أكد د. العيبان على النقاط التالية : إن الحوار يهدف إلى إشاعة السلام ومكافحة ثقافة الكراهية والعنف والإقصاء . إن شرط الحوارالصحيح هو احترام الآخر وحفظ مصالحه وخصوصياته. إن مسؤولية إعمار الأرض وإحلال السلام فيها مسؤولية مشتركة بين بني البشر . أهمية العدل في التعامل مع القضايا المختلفة وعدم ازدواجية المعايير. إن الديانات السماوية والقيم الأخلاقية النبيلة هي الأساس لتطور الحضارات الإنسانية وقيامها من خلال منجزاتها التراكمية . إن الحوار بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة أصبح ضرورة حتمية وليس ترفاً فكرياً. إن إدراك أهمية الحوار ومحبة الخير للناس يمهد الطريق لعصر جديد من العلاقات يحل فيها الحوار بدلا من الصراعات والنزاعات والحروب . أهمية التأكيد على القواسم البشرية المشتركة واستثمارها في كل ما ينمي حضارة الإنسان ، ويهيئ لانسجام وسلام عالمي . أهمية استخدام وسائل الإعلام في صياغة برامج عملية تترجم الأهداف والتوصيات إلى برامج قابلة للتنفيذ وللقياس . جانب من الحضور وفي ختام كلمته قال د. العيبان : إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين هي مبادرة فريدة من نوعها، تحمل بين طيّاتها الكثير من المعاني والرموز القيّمة ، والأمل معقود في هذه النخبة من المتحدثين من رجال الدين والعلماء والأكاديميين والخبراء المشاركين في هذا المؤتمر في أن يسبروا أغوار هذه المبادرة ، ويظهروا آثارها في إشاعة القيم النبيلة ، ودورها في إرساء قواعد الحوار وترسيخه بين المجتمعات ، وتعزي التعاون على القواسم المشتركة بين الشعوب والثقافات لكي نفتح صفحة جديدة في تاريخ الإنسانية في القرن الحادي والعشرين، ضمن حوار ديني ثقافي حضاري مشترك . وقدّم معاليه الشكر والتقدير باسم المملكة للحكومة السويسرية على عقد هذا المؤتمر على أراضيها ، وتعاونها في تنظيمه ، وعلى دعمها للحوار بين أتباع الديانات والثقافات ، وإسهاماتها الإيجابيه في هذا المجال ، كمل وجع الشكر إلى رابطة العالم الإسلامي ومعالي أمينها العام الشيخ الدكتور عبدالله بن عبد المحسن التركي وفريقها العامل على الجهد الكبير الذي بذلوه في رعاية وتنظيم هذا المؤتمر وملتقيات الحوار التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين ، وشكر كذلك معالي الدكتور عبدالوهاب عطار المندوب الدائم للمملكة في المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف . وألقى معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي ، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي كلمة أعرب فيها عن الشكر والتقدير، لحكومة سويسرا على عقد هذا المؤتمر على أراضيها الذي يأتي في سلسلة الجهود التي تبذلها الرابطة في موضوع الحوار، وتعطيها في السنوات الأخيرة أولوية واهتماماً خاصاً في برامجها وأعمالها، استجابة للدعوة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود- أيده الله- إلى أتباع الأديان والحضارات والثقافات، لمد جسور الحوار فيما بينهم في مجال المشترك الإنساني العام، والتعاون في بحث سبل معالجة المشكلات التي تعاني منها شعوب العالم، ومواجهة التحديات التي تؤرقها وتهدد أمنها في مختلف المجالات. وبين معاليه أن من أبرز أهداف مبادرة خادم الحرمين الشريفين دعوة المجتمعات الإنسانية إلى الاهتمام بالقيم الإنسانية التي دعت إليها الرسالات الإلهية؛ من العدل والتعاون، والأمن والاستقرار، وأداء الحقوق والواجبات، بدءاً بحق الله على عباده في عبادته وطاعته؛ وفق ماشرع، والحفاظ على الأسرة، ومواجهة الصراع بين البشر، وتحكيم الأهواء والمصالح، والانهماك في الملذات والأهواء، بدون ضوابط مشروعة. وقال د. التركي: لقد لقيت هذه المبادرة السامية، تجاوباً عالمياً وترحيباً رسمياً وشعبياً، تَمَثل في الأصداء المشجعة للمؤتمر العالمي للحوار الذي نظمته الرابطة في السنة الماضية في مدريد، كما تَمَثل في الجلسة الخاصة التي عقدتها الجمعية العامة لهيئة الأممالمتحدة، لإبراز أهمية هذه المبادرة والتعبير عن تأييدها والإشادة بها. وعملاً بما في البيان الختامي الصادر عن مؤتمر مدريد، بتكوين لجنة لمتابعة قراراته وتوصياته، والبحث في سبل تنفيذها، ودراسة مسار الحوار في المستقبل، فقد تكونت اللجنة وعقدت اجتماعها في النمسا في يوليو الماضي، وأوصى المجتمعون بتجديد الالتزام بمبادرة خادم الحرمين الشريفين، والإشادة بما تضمنته من دعوة مخلصة لاحترام كرامة الإنسان، والحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات. وأكد معاليه أن رابطة العالم الإسلامي تتطلع إلى أن تتحول المبادرة، إلى مشروع إنساني يتم تنفيذه من خلال سلسلة من المؤتمرات والندوات، و البرامج تشترك في إنجازه الهيئات والشخصيات التي تسعى إلى سعادة الأسرة البشرية. وبين أن الخطاب الذي توجه به الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إلى العالم الإسلامي من جامعة القاهرة ، يسهم في تهيئة الأجواء إلى مزيد من التفاهم بين أتباع الأديان والثقافات، حيث دعا في ذلك الخطاب إلى بداية جديدة مع العالم الإسلامي، مستندة على التفاهم والحوار والتعايش والاحترام المتبادل. واستشهد بقول الرئيس أوباما: "ينبغي أن يكون الإيمان عاملاً للتقارب فيما بيننا؛ ولذلك نعمل الآن على تأسيس مشاريع جديدة تطوعية في أمريكا، وإننا نرحب بالجهود المماثلة لمبادرة الملك عبد الله المتمثلة في حوار أتباع الأديان، كما نرحب بالموقف الريادي الذي اتخذته تركيا في تحالف الحضارات". وفي الختام رفع د. التركي باسم المشاركين في المؤتمر، أسمى عبارات الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود على الرعاية الكريمة التي حظي بها المؤتمر من لدنه. وشكر معالي السفير ورئيس وفد المملكة الدائم لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف، الدكتور عبد الوهاب بن عبد السلام عطار، على جهوده وتعاونه وزملائه مع الرابطة في الإعداد لهذا اللقاء، كما شكر الأستاذ / حازم بن محمد كركتلي(سفير خادم الحرمين الشريفين لدى سويسرا) والأستاذ/ نبيل بن محمد آل صالح القنصل العام للملكة المشرف على إدارة المؤسسة الثقافية الإسلامية في جنيف ، وزملائه في المؤسسة والخطوط السعودية وللفريق الإعلامي من وزارة الثقافة والإعلام في المملكة والزملاء في الرابطة والمشاركين والمتعاونين مع الرابطة .