عيد (أيام زمان) لا شك يختلف بالنسبة لي عن عيد هذه الأيام بمراحل.. يكفي انني عندما كبرت افتقدت أجمل ما في العيد وما في الطفولة وهو إحساس الدهشة إزاء كل جديد.. والمؤسف انه حتى أطفال هذه الأيام بسبب الوفرة لكل ما يرغبون لا يشعر الكثير منهم بالدهشة التي أفتقدها في كبري هذه الأيام.. وطبياً (في الجراحة) تقل إحصائيات العمليات الجراحية (المجدولة) في رمضان والأعياد.. فلا أحد يرغب في إجراء عملية في العيد بالذات عندما يكون بإمكانه تأجيلها.. فكثير من العمليات المجدولة في أيام العيد لا يُجرى منها إلا 50% أو أقل في معظم غرف عمليات المستشفيات الحكومية.. فتكثر كلمة (دي إن إي) نطقاً وكتابة في ملفات المرضى.. وكل جراح لديه قائمة من المرضى المنتظرين قد تكون طويلة في بعض التخصصات.. فيتم الاتصال بمن هو على قائمة الانتظار ويريد أن تعمل له عملية في ذلك الوقت ليحل محل من تخلف.. فيضحي المريض بفرحة العيد واحتفالاته استغلالاً لفرصة منحها له جراحه الأثير.. وأذكر انني وبعض الزملاء (في السنوات الأولى بعد التخرج) قمنا بإجراء كثير من عمليات اللوز واللحمية المجدولة بإحلال من هم على قائمة الانتظار مكان مرضى لم يحضروا في مواعيدهم .. أثناء عملنا أيام العيد.. وكما أن العيد مناسبة لفرح الأطفال واحتفالهم.. إلا ان كل عيد لا يخلو من منغصات لتلك المناسبة السعيدة.. ولننظر إلى ما تستقبله أقسام الطوارىء في مستشفياتنا من حوادث لفلذات الأكباد أثناء لعبهم بالألعاب النارية.. تكون خطيرة في بعض الأحيان.. وأذكر طفلاً فقد إحدى عينيه في يوم العيد أثناء إشعاله للعبة نارية لم يحسن استخدامها.. وما تبقى في الذاكرة والخاطر من أعياد أيام زمان هو الشعور آنذاك بالغبطة والابتهاج بقدوم العيد وأنه يوم يختلف عن بقية الأيام.. نلبس له الجديد من ثياب وجزم نفاخر بعضنا البعض بها وألعاب لا تتعدى (شروخة ابوديك) وشمس النهار نبتاعها من أسواق وشيقر والديرة.. أما الحلويات فهي ابو جنيه وحلاوا حلقوم وابو عسل وبسكوت ابو ميزان وشيء من (قريض) قليل.. وكل عام وأنتم بخير.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.