تعهدت الولاياتالمتحدة ودول حلف شمال الأطلسي (الناتو) بمساعدة حكومة الرئيس الافغاني المنتهية ولايته حامد كرزاي خلال السنوات الخمس القادمة رغم الانتقادات التي وجهتها هذه الدول للانتخابات الرئاسية في افغانستان التي شابتها اتهامات بالتزوير. ونسبت صحيفة واشنطن بوست أمس إلى مسئول لم تسمه في إدارة أوباما القول إن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ونظراءها في حلف شمال الأطلسي أجمعوا خلال لقائهم يوم الجمعة في نيويورك مع وزير الخارجية الأفغانية رانجين دادفار سبانتا على أن الرئيس حامد كرزاي يظل الأكثر فرصة للبقاء في السلطة لفترة خمس سنوات قادمة. وأضاف المسئول أن الوزراء توافقوا حول خطط لزيادة حجم قوات الأمن الأفغانية وتقديم حوافز مالية وأخرى متنوعة للمسلحين الذين لا يتصلون بشكل وثيق بحركة طالبان والجماعات الأخرى، حسب تعبيره. وفي موضوع ذي صلة كشفت صحيفة "ديلي ميرور" البريطانية أمس أن حكومة لندن ارسلت ضابطاً بارزاً برتبة جنرال إلى افغانستان للتحاور مع مقاتلي حركة طالبان سعياً لاقناعهم بالاستسلام. وقالت الصحيفة إن الجنرال ريتشارد بارونز سيلتقي شخصيات طالبانية معتدلة كجزء من توجه جديد تبنته الحكومة البريطانية مع شركائها في التحالف لإنهاء الأزمة في افغانستان، بعد مرور نحو ثماني سنوات على غزوها. واضافت أن الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال قائد قوات الناتو في أفغانستان اختار بارونز شخصياً للقيام بهذه المهمة بسبب خبرته في مجال مكافحة التمرد حين عمل مع القوات الأميركية في العراق العام الماضي ونسبت الصحيفة إلى مصدر في الحكومة البريطانية قوله "إن الخطوة مؤشر على تبني نهج جديد للشروع في عملية مصالحة وتفاوض بين اوساط المتمردين". واشارت الصحيفة إلى أن الجنرال بارونز سيتولى مسؤولية مهمة التحاور مع العناصر المعتدلة في حركة طالبان لمدة ستة أشهر على الأقل، ويعمل إلى جانب القائد السابق للقوات الخاصة البريطانية الفريق غرايم لامب الموجود حالياً في كابول. وكانت صحيفة الأوبزيرفر اوردت مؤخراً أن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون تبنى استراتيجية جديدة بشأن افغانستان تشمل عملية مصالحة مع حركة طالبان وتسريع تدريب الجيش الافغاني ليحل محل قوات الناتو. وقالت الصحيفة إن دبلوماسيين بارزين بريطانيين في هلمند أكدوا أن محاولات مركزة تجري الآن لفتح حوار مع العناصر المعتدلة في حركة طالبان واستيعابها في العملية السياسية وعلى غرار ما فعلته قوات التحالف مع المسلحين في العراق، واقناع المقاتلين المحليين في الحركة على التخلي عن اسلحتهم من خلال تقديم حوافز لهم لتشجيعهم على العودة الى الحياة المدنية. إلى ذلك أعرب قائد القوات الاميركية والحليفة للحلف الاطلسي في افغانستان، الجنرال الاميركي ستانلي ماكريستال، في مقابلة بثت الاحد في الولاياتالمتحدة، عن اسفه لبطء البيروقراطية في وزارة الدفاع، الذي يعرقل جهوده للتصدي للتمرد في هذا البلد. وقال الجنرال ماكريستال في مقابلة مع شبكة سي.بي.اس التلفزيونية انه فوجئ بقوة طالبان عندما تولى مهامه قبل شهرين، وكرر القول ان الاستراتيجية الوحيدة الملائمة في افغانستان تقضي بكسب تأييد الافغان. ولاحظ الجنرال ماكريستال ايضا ان "كثافة العنف واتساعه في بعض المناطق الشمالية والغربية هما اكبر مما كنت اتصور". وكرر ايضا التحذير من خطر خسارة الحرب اذا ما اعتبر الناس قوات المهمة العسكرية التي يؤديها الحلف الاطلسي، غزاة وخطرا على المدنيين. واضاف الجنرال ماكريستال "اذا ما اعتبرنا الناس محتلين واعداء، لا نستطيع ان نربح وستزداد خسائرنا كثيرا" موضحا ان 265 مدنيا افغانيا قتلوا برصاص القوات الاميركية والحليفة في غضون الاشهر الاثني عشر الماضية. وفي تقرير فصلي صدر السبت، قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من جانبه، ان 1500 مدني قتلوا في افغانستان هذا العام فقط.ويعتبر المسؤولون العسكريون ان الجنرال ماكريستال خفض عدد المدنيين القتلى في الاشهر الاخيرة باصداره امرا قضى بتغيير الخطط المتبعة، ومنها الخفض الواضح للغارات الجوية والقصف المدفعي. وامر الجنود ايضا بتوخي الحذر لدى قيادة الآليات على الطرق الافغانية.