تعد جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية منجزاً حضارياً عالمياً، لايسجل للملكة فقط وإنما للعالم أجمع. وهي منارة من منارات العلم والمعرفة ومشعلاً من مشاعل النور، وإحدى أكبر مؤسسات التعليم العالي في العالم أجمع. جاء إنشاء هذه الجامعة رغبةً من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في إحياء ونشر فضيلة العلم العظيمة وتعظيم الاستفادة منها قدر الإمكان. اكتسبت هذه الجامعة عالميتها من تركيزها على بعض النواحي منها، التخصصات العلمية الدقيقة التي تُدرس بها، وتعدد جنسيات الطلاب والطالبات الملتحقين بالجامعة، حيث تضم بين جنباتها وفي أقسامها الأكاديمية نخبة من الطلاب والطالبات من أكثر من سبعين دولة، منهم مائة سعوديين وثلاثمائة من الجنسيات العالمية الأخرى، وكذلك تعدد جنسيات أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، وفي هذا تنوع للخبرات والكفاءات والمدارس التي تنتمي لها الهيئة التدريسية بالجامعة. تهدف هذه الجامعة إلى تحقيق عدد من الأهداف، أهمها، دعم التنمية الاقتصادية في العالم على وجه العموم وفي المملكة على وجه الخصوص، وقيادة التحول نحو اقتصاد المعرفة من خلال التخصصات العلمية الدقيقة التي تخدم هذا التوجه، ومن خلال الخبرات النوعية للأساتذة العالميين الذين استقطبتهم الجامعة، وكذلك توطين التقنية وصناعة تكنولوجيا المعلومات وتخريج كوادر بشرية مؤهلة في هذا التخصص لتسهم في دفع عجلة التنمية المستدامة التي تعتمد في أهم مقوماتها على خريجين أكفاء من ذوي الاختصاصات التقنية والمعلوماتية، وهذا سوف ينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني من خلال هؤلاء الخريجين ومخرجات الجامعة التعليمية والمنتج النهائي لهذه الجامعة سواءً من خلال الكوادر البشرية أو الأبحاث العلمية. كما تنفرد هذه الجامعة العملاقة بعدد من المميزات والخصائص عن غيرها من الجامعات الأخرى منها:- -التركيز على الدراسات العليا، حيث أن البرامج التعليمية خصصت لدرجتي الماجستير والدكتوراة فقط، وهذا يدل على تركيز الجامعة على النواحي البحثية، وهذا بلا شك سوف ينعكس على تطوير عدد من المجالات العلمية التي تدرسها الجامعة ويرفع كفاءة الجوانب البحثية والتطبيقية لدى الخريجين. - التخصصات العلمية الدقيقة التي تدرسها الجامعة جاءت كنتيجة طبيعية للاحتياج الفعلي لخريجين ومتخصصين في هذه التخصصات، ومنها على سبيل المثال لا الحصر الرياضيات وعلوم هندسة الحاسب الآلي، والهندسة الفيزيائية والكيمياء، وهندسة البيئة وعلوم الأرض وتقنية النانو، مما سوف يسهم فعلياً في سد الاحتياج لهذه التخصصات العلميةالدقيقة. - تعدد وتنوع الخبرات والخلفيات العلمية لأعضاء هيئة التدريس، والكفاءات العلمية والبحثية داخل أروقة الجامعة والمدارس الفكرية التي ينتمون إليها، وكذلك استقطاب طلاب موهوبين لديهم القدرة على الإبداع والابتكار والاختراع، وهذا التمازج سوف يسهم بقوة في إيجاد حلول علمية وعملية للمشاكل على أرض الواقع. - تعزيز النواحي البحثية في الجامعة من خلال توقيع عدد من الاتفاقيات مع جامعات ومعاهد ومراكز بحثية عالمية منها المعهد الفرنسي للبترول، ومعهد وودز هول لعلوم المحيطات، وشركة IBM العالمية المتخصصة في التقنية. هذه الاتفاقيات وغيرها جاءت كأولويات لدى الجامعة وذلك لتعزيز النواحي البحثية في التخصصات العلمية التي تدرسها الجامعة. إن التسلح بالعلم والمعرفة هو عماد المستقبل والخيار الوحيد لمن أراد أن يلحق بركب التقدم وينافس من أجل البقاء والتطور، لأن القطار يمضي سريعاً ولن ينتظر أولئك الوقوف على قارعة الطريق، وهاهو خادم الحرمين الشريفين يختار لنا طريق العلم والمعرفة لتحقيق الآمال والأهداف. * عضو مجلس الشورى