تصاعدت حدة المخاوف بين أوساط المستهلكين من ارتفاع أسعار المواشي محليا إلى مستويات مرتفعة، بعد أن بدا واضحا قلة المعروض من الأغنام في الأسواق المحلية. وفي الوقت الذي سجلت فيه أسعار المواشي ارتفاعا واضحا في الأسعار بلغت نحو 15% خلال شهر رمضان الماضي، يتنبأ مستثمرون محليون بقفزات متتالية قد تشهدها أسواق الأغنام خلال الفترة المقبلة، خاصة موسم الحج بعد ان لامس سعرالخروف "النعيمي"1300 ريال. وبالرغم من فتح باب الاستيراد من أكبر الدول المصدرة للأغنام إلى الأسواق السعودية عن طريق الأردن ومحجر جيبوتي إلا أن تلك الشحنات لم تلعب دورا بارزا في خفض الأسعار. وأثرت فترات الجفاف التي مرت بها المملكة، إضافة إلى ارتفاع أسعار الشعير في السنوات الماضية على تنمية المواشي محليا، مادعا مربين محليين إلى تصفية استثماراتهم ، بعد أن لجأوا إلى بدائل أخرى تضمن لهم تأمين متطلبات الحياة المعيشية. ووسط تلك التنبؤات التي ترجح ارتفاع أسعار المواشي , أكد مستثمر سعودي انحسار القاعدة الأساسية لمربي المواشي المحليين" التقليديين" بواقع 30%، متوقعا أن تشهد أسواق الأغنام قفزات متتالية لسد حجم الطلب على المذبوحات. ووفقا لعبد الله الشلوي المدير العام لمؤسسة عبد الله الشلوي لتجارة واستيراد المواشي فإن انحسار قاعدة مربي المواشي سيؤثر سلبا على تسعيرة اللحوم محليا، متوقعا في هذا الصدد ارتفاع أسعار الأغنام خاصة النعيمي بواقع 25% خلال الشهرين المقبلين،مؤكدا ارتفاع حجم الطلب الذي يقابله تناقص أعداد المعروض من المواشي. واستبعد الشلوي أن يؤثر المستورد على التسعيرة المحلية، مرجعا ذلك إلى ارتفاع تسعيرة المواشي المستوردة في البلدان المصدرة إلى الأسواق السعودية. وأضاف" هناك عزوف عن الاستيراد بسبب ارتفاع التكلفة على المستثمرين السعوديين الذي يعملون في نشاط استيراد المواشي". لكن الشلوي قال ان تحركات وزارة التجارة والصناعة في فتح قنوات جديدة للاستيراد من دول مصدرة للمواشي سيكون له تأثيرات مستقبلية على الأسعار محليا. ويضخ المربون المحليون للمواشي كميات كبيرة من الأغنام في الأسواق المحلية، وتضاعفت مبيعاتهم خلال السنوات الماضية بعد الأزمة التي عصفت بأسواق الأعلاف وقفزت بسعر كيس الشعير إلى خمسين ريالا، وذلك لتأمين كميات كافية من الأعلاف لتنمية مواشيهم، الأمر الذي أدى إلى انحسار أعداد المربين خلال تلك الفترة.