حاول الرئيس الأميركي باراك أوباما الثلاثاء طمأنة نظيره الصيني هو جينتاو إلى انه "ملتزم بقوة" بالتجارة الحرة بعدما أثار خلافا كبيرا اثر رفع الرسوم الجمركية على واردات إطارات السيارات الصينية. كما دعا الرئيس الأميركي الصين العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي إلى التعاون مع واشنطن في الملف النووي الإيراني وكذلك في ما يتعلق بالبرنامج النووي الكوري الشمالي، كما قال مسؤول كبير. والتقى هو واوباما للمرة الثانية بعد لقائهما الأول في نيسان/ابريل في لندن، وذلك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة وقبل انعقاد قمة مجموعة العشرين في بيتسبرغ. وقال أوباما قبيل اللقاء الذي عقد في فندق ولدورف استوريا في نيويورك "إنني ملتزم بإقامة علاقة تعاون معمقة مع الصين". وأضاف "يمكننا أن نجعل علاقاتنا أكثر ديناميكية وفعالية" قائلا انه يتطلع لزيارته المقبلة إلى الصين في تشرين الثاني/نوفمبر. ورد الرئيس الصيني بنفس عبارات أوباما متعهدا بالعمل من اجل إقامة "علاقة تعاون ايجابية وشاملة للقرن الحادي والعشرين". وقال هو جينتاو إن "الجانب الصيني يرغب أيضا في العمل مع الولاياتالمتحدة في معالجة قضايا أساسية بشكل جيد يتيح تطور علاقتنا بشكل ثابت". وقال المسؤول الرفيع المستوى الذي رفض الكشف عن اسمه أن القمة كانت "ودية" مضيفا أن الرئيسين ووفديهما بحثا أيضا السياسة المعتمدة حيال كوريا الشمالية والتغيرات المناخية ومسالة النهوض الاقتصادي. وحاول الرئيس الأميركي طمأنة نظيره الصيني إزاء الخلاف الذي أثير الشهر الماضي حين رفع الرسوم الجمركية على واردات الإطارات الصينية لتشجيع المنتجات الوطنية والحفاظ على الوظائف في أميركا. وقال المسؤول إن أوباما وهو اجريا "مباحثات صريحة حول الخلافات" مشيرا إلى انه تم التطرق إلى موضوع إطارات السيارات وان "الجانب الصيني لا يزال قلقا حيال ذلك". وأضاف "لقد شدد الرئيس الأميركي على انه لدينا خلافات حول هذه المسالة وقال إن الولاياتالمتحدة تبقى ملتزمة بقوة بالتجارة الحرة والتصدي للحمائية". وتابع المسؤول إن أوباما ابلغ هو جينتاو بان هذه الخطوة لا تؤشر إلى محاولة اكبر لتقييد الواردات الصينية لكنها تنطبق على حالة واحدة. وكانت الولاياتالمتحدة فرضت هذا الشهر رسوما جمركية عقابية بنسبة 35% على واردات الإطارات المصنعة في الصين ما دفع ببكين إلى رفع شكوى أمام منظمة التجارة العالمية. واعتبرت بكين أن خطوة واشنطن تنتهك قواعد منظمة التجارة العالمية لكن أوباما نفى أن تكون ضمن إجراءات الحمائية. كما طلب أوباما دعم الصين في الملف الإيراني قبيل محادثات حاسمة بين القوى الكبرى والجمهورية الإسلامية تعقد في جنيف في 1 تشرين الأول/أكتوبر. وقال المسؤول إن "الرئيس كان حازما في موقفه بالنسبة لإيران". وأضاف "لا شك أن الصينيين فهموا مدى أهمية المسالة للولايات المتحدة وللرئيس". وتقوم الصين بدور محوري في أي محاولة أميركية للسعي لفرض عقوبات على إيران من اجل وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم لأنها تشغل مقعدا دائما في مجلس الأمن. وبخصوص كوريا الشمالية قال أوباما انه مستعد للنظر في مسالة إجراء محادثات ثنائية مع بيونغ يانغ إذا كان ذلك يساهم في إعادة بيونغ يانغ إلى المحادثات السداسية حول برنامجها النووي. وأضاف المسؤول الأميركي إن أوباما قال أيضا انه على الولاياتالمتحدة والصين أن تبديا "تضامنا" في ملف كوريا الشمالية من اجل منع هذه الدولة المعزولة من استغلال إي ثغرات. وكان هو ألقى الثلاثاء خطابا خلال مؤتمر الأممالمتحدة حول المناخ تعهد فيه بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في بلاده "بهامش كبير" بحلول 2020 مقارنة مع مستوياتها في عام 2005، رغم انه لم يحدد رقما. وسيحضر الجمعية العامة الأربعاء قبل أن يتوجه إلى بيتسبرغ الخمس لحضور قمة مجموعة العشرين للدول المتطورة والنامية.