يدخل نشاط التجزئة – أحد النشاطات الاقتصادية الخمسة الكبرى في المملكة – مرحلة جديدة في الأسبوع بعد المقبل، بالاستعداد لموسم العودة إلى المدارس وبداية العام الدراسي الجديد. وقال فهد بن عبد الله العثيم الرئيس التنفيذي لشركة العثيم للاستثمار والتطوير العقاري إن المراكز التجارية في السعودية تعتبر أهم الواجهات السياحية الترفيهية التي تجعل من المملكة محطة أولى ورئيسة لدى السائح السعودي والخليجي. وتعتبر المراكز التجارية المنتشرة في مختلف مدن السعودية أحد الشواهد على قوة الاقتصاد السعودي، وبرغم أن فكرة المراكز هي إحدى الأفكار الاستثمارية الحديثة إلا أنها تزايدت بسرعة خصوصاً في المدن الكبرى كالعاصمة الرياض ومدينة جدة ومدن المنطقة الشرقية (الدمام والخبر والظهران والاحساء)، وتعد المراكز التجارية احد الملامح المهمة التي تميز المدن المزدهرة اقتصاديا وتجاريا. واعتبر العثيم أن مهرجان الرياض للتسوق يعكس جانبين هامين للعاصمة، الأول تنوع وتعدد المجمعات التجارية في الرياض التي تضم أكثر من 5 ملايين نسمة، والثاني حجم الإقبال الذي يشهد القطاع خلال الإجازات الصيفية التي تصادف موسم الزوجات وتجهيز المساكن الجديدة. وتطرق العثيم إلى دراسة سعودية ميدانية أجريت على بعض الواجهات السياحية والمراكز التجارية قد كشفت أن زوار المراكز التجارية المغلقة قد قارب 10 ملايين زائر خلال صيف العام الماضي، ومرشح العدد لزيادة لا تقل عن 20% خلال الصيف القادم. وقال إن السوق السعودي مهيأ لاستقبال العديد من المراكز التجارية الضخمة حيث تشير الدراسات إلى أن السوق يحتاج خلال العشر سنوات القادمة إلى أكثر من 100 مركز تجاري ضخم باستثمارات تتجاوز 20 مليار ريال وذلك لمواكبة النمو السكاني المتسارع للمملكة والذي يتوقع أن يصل عدد سكانها إلى أكثر من 50 مليون نسمة بحلول عام 2050م. ولفت الانتباه إلى حرص المراكز التجارية على إنشاء مراكز ترفيه مصغرة بداخلها كنوع من الترفيه السياحي الداخلي، حيث أصبحت هذه المراكز تمثل عامل جذب مهم لزوارها من الأسر السعودية. وأشار العثيم إلى أن السعودية تعتبر من أكبر الأسواق المصدرة للسياحة العالمية في منطقة الشرق الأوسط وتحتل المرتبة الثالثة عالمياً، حيث ينفق السعوديون على السياحة في الخارج أكثر من 30 مليار ريال سنوياً، بما يعادل 5% من إجمالي الناتج المحلي. ونوه العثيم إلى الدور الذي يقوم به صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة والآثار في دعم قطاع السياحة في المملكة وتسخير كافة الطاقات والإمكانات لإثراء الساحة السياحية بعناصر جاذبة تميز السعودية عن غيرها من الدول. مشيرا في هذا الصدد إلى مجموعة من المقومات التي تجعل السعودية في مصاف الدول ذات الجذب السياحي المستمر، منها توافر الموارد الطبيعية المتنوعة، ومصادر الطاقة التي تعتبر من العوامل المساعدة الأساسية في تدفق الاستثمارات، فضلا عن تطور البنية التحتية من شبكات طرق وموانئ ومطارات عالمية واتصالات متقدمة، بالإضافة إلى الاستقرار السياسي والأمني، والبيئة الاقتصادية المستقرة والتي أكدتها تداعيات الأزمة المالية العالمية. هذا إلى جانب السياحة الدينية، حيث تتميز المملكة بأن حباها الله أن جعل من بين مدنها مدينتي مكةالمكرمة والمدينة المنورة اللتين تحتضان أهم الأماكن المقدسة ، الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة التي يزورها ملايين المسلمين من شتى أنحاء العالم كل عام لأداء الحج والعمرة، وزيارة المسجد النبوي الشريف. وكشف العثيم ارتفاع الإنفاق على السياحة الداخلية في المملكة إذ بلغ نحو 57 مليار ريال منها 35 ملياراً على السياحة المحلية ، و22 ملياراً على السياحة الوافدة ، منوهاً في هذا الصدد إلى أن إحصائيات مؤسسة النقد العربي السعودي تقدر أن حجم الإنفاق على السياحة السعودية سيصل في عام 2010م إلى أكثر من73 مليار ريال وسيتجاوز 100 مليار في عام 2020م. وبين العثيم أهمية تكثيف الاهتمام بقطاع السياحة وتهيئة البيئة المناسبة وذلك لتعزيز مساهمة قطاع السياحة ومضاعفته في الناتج المحلي ، مشيراً في هذا الصدد إلى أن الكثير من دول العالم تعتمد في اقتصادياتها على السياحة وفي مقدمتها أسبانيا التي يساهم قطاع السياحة بنحو 20 % من إجمالي ناتجها المحلي، بل وتصل النسبة إلى 12% بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية التي تمتاز بتعدد مصادر الدخل وتنوعه.