تميزت القاهرة دائما عن غيرها من العواصم العربية والإسلامية بانتشار "موائد الرحمن" في شهر رمضان المبارك من كل عام، ما أن ينطلق مدفع الإفطار حتى يكون بوسع المارين في طريق عودتهم إلى المنزل أن يتوقفوا حيث هم. اما رمضان هذا العام جاء مختلفا، فقد تراجعت بشكل ملحوظ موائد الرحمن. على الجانب الآخر هناك الموائد السعودية في مصر، فالجالية السعودية، وخاصة التجمعات الكبيرة كالطلبة الدارسين بمصر لم يراودهم الاحساس لحظة بالغربة عن الوطن طوال العام وهم بين اخوة من المصريين معروفين بحبهم للسعوديين، لا يشعرون بالغربة الا مع قدوم شهر رمضان لاختلاف الطعام والمائدة و" لمة الأهل والأحباب ". معالي الدكتور هشام ناظر، سفير خادم الحرمين الشريفين كان على صعيد اللحظة في احساسه بمشاعر السعوديين بمصر، وجه دعوة الى الافطار على الطريقة السعودية، التم الأصدقاء قبيل الافطار، تجاذبوا الحديث تماما كما كانوا يفعلون في وطنهم، أفطروا على التمر، أدوا صلاة المغرب جماعة، عادوا الى مائدة الافطار للعشاء، فوجدوا " الكبسة " السعودية و" السمبوسة " من المأكولات التي تتصدر الموائد، اشتموا فيها رائحة الوطن، كل شيء يشير الى وجود حقيقي على أرض الوطن وهم في قلب مصر . الأستاذ محمد بن عبد الرحمن العقيل، الملحق الثقافي بمصر يعلن بأنه تم استجلاب الوطن الى المثول، والاستمتاع بالوجود في الديار، هذا ليس افطارا عارضا لليوم فقط، وانما طوال الشهر المبارك، كل يوم نفطر معا كما يفطرون في بلادنا.. " الليلة الكبيرة " كل أسبوع هي افطار الجمعة، صاحبها هو سعادة السفير أحمد السديري القائم بأعمال سفير المملكة بمصر، ومن بين ضيوفه لفيف من العلماء والأدباء والصحفيين، امتزاج رائع وجميل يتجاور فيه أبناء مصر مع أبناء السعودية تظللهم جميعا نفحات إيمانية تعقد القلب على القلب. وحرص على أن يكون بين أصناف الطعام تلك الأطعمة السعودية المميزة، ربما لإشعار ضيوفه أنهم هنا في مصر هم في وطنهم المملكة العربية السعودية، وخارج هذا نادي الطلبة السعوديين يتحول الى "بيت العيلة" الذي يجتمع فيه كل الأبناء من المملكة، يلتفون حول "كبير العيلة" في حميمية يطيب معها الطعام والكلام.