تباينت ردود أفعال عدد من المسئولين والاقتصاديين حول التحقيق الصحفي الذي نشرته «الرياض» حول خصخصة الدور الاجتماعية (الحضانة، الأيتام، الرعاية، التربية، المسنين...) التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، حيث كانت الآراء بين مؤيدا معارض. بداية قال رجل الأعمال عبدالله القحطاني أن عملية خصخصة دور الرعاية الاجتماعية تعتبر ايجابية لعدة أسباب، منها إشراك القطاع الخاص في هذا الجانب الإنساني، شريطة أن تكون باشراف مباشر من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية، ومساهمة الدولة بالنصيب الأكبر من الخصخصة، على أن يتم تطبيقها في احدى المدن الكبرى الثلاث - الرياض، أو الدمام، أو جدة - لمدة سنتين، ومن ثم تشكل لجنة متخصصة في هذا الشأن لتقويم السلبيات والايجابيات، وعلى أثرها يتم تعميمها من عدمه. بينما خالف رجل الأعمال طلال الغنيم القحطاني بقوله إن خصخصة هذا الجانب الإنساني ستكون سلبية، معللا ذلك أن رجل الأعمال سوف ينظر لها من جانب الربح والخسارة، والدولة لم تقصر في هذا الجانب، وقال: لا مانع من مشاركة رجال الإعمال وأهل الخير في المساهمة ولكن ليس في الشراكة التجارية. واستطرد الغنيم قائلا «المساهمة سيكون لها دور أفضل بكثير من الخصخصة، وقبل البدء في مشروع الخصخصة يجب القيام بتثقيف المجتمع بمعنى العمل الخيري وأهميته، وتعريف رجل الأعمال أو المستثمر في هذا الجانب بأنه جانب غير ربحي بل هو عمل أنساني بحت». وحول نجاح التجربة في الغرب، قال الغنيم: ثقافة الغرب تختلف كليا عنا، فهم يتحاشون دفع الضرائب، ويقومون بالمشاركة في هذه الأعمال الخيرية لتخفيف الضرائب عنهم، ونحن ولله الحمد خصص الإسلام الزكاة لنا في أمولنا للأيتام والفقراء والمحتاجين، فهناك خصخصة يصعب تطبيقها مثل الأمن والأعمال الإنسانية التي ترعاها الدولة. أما رئيس محاكم الخبر، فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبدالرحمن اليوسف، فأيد تخصيص الدور الرعاية الاجتماعية، حيث أوضح أن المقصد من رعاية الأيتام وكبار السن في دور الرعاية الاجتماعية هو تحقيق مصالحهم ودفع ما يضرهم، وقال: لعل في تخصيص هذه المؤسسات أو قيام جمعيات خيرية بها يكون مناسبا، لأن فيها كثير من المرونة، وأكثر عطاء لهم في جميع أمورهم، ونتطلع في حال وجود مثل هذه الخصخصة بأن تكون تتركز المصلحة للمنتسبين لهذه الدور الاجتماعية، وليس للتجار أو المساهمين فيها. من جانب آخر، يعارض رجل الأعمال عبدالله المجدوعي فكرة تخصيص دور الرعاية الاجتماعية، وقال: الخصخصة تعني البحث عن الربح، وهذا العمل انساني بحت حثنا عليه ديننا الإسلامي. وأضاف المجدوعي أن الخدمات الإنسانية عادة مناطة أعمالها إلى الدولة التي لم تدخر جهدا في خدمة الأيتام والأرامل والعجزة وغيرهم، فإن تم خصخصة بعض هذه الأعمال مثل الصيانة والإعاشة وبعض الخدمات ربما تكون أفضل باشراف مباشر من قبل الشؤون الاجتماعية.