بداية نحمد الله على سلامة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية - حفظه الله - مما أريد به من كيد الواهنين في عقولهم والضالين في أفكارهم والمنحرفين عن جادة الصواب. والجميع يعلم أن الصراع بين الحق والباطل هو محور حياة هذا الأمير الذي كرس وقته وجهده للمناصحة والحوار للوصول بهؤلاء إلى جادة الصواب. لا شك أن الأمير محمد هو من القيادات الأمنية النادرة والتي لها في سجل أمن هذه البلاد سطور خطت بأحرف مضيئة وبنجاح لافت ولله الحمد. فقد تولى قيادة مهمة مكافحة الإرهاب والفئة الضالة وكانت قيادته موجعة لهؤلاء المارقين كما كانت في نفس الوقت ساحة رحبة للتناصح والمصارحة مع العائدين والتائبين عن الزيغ والضلال. إن توجه الاستهداف لأحد رموز الجهاز الأمني في هذه البلاد المباركة دليل على عجز مفتعلي البؤر الإرهابية الضالة ووهن كيدها وفساد معتقدها، كما تدلل بصور أو بأخرى على ما شهدته الساحة الأمنية من النجاحات المتتالية والتي تساقط فيها قيادو هذه الفئة واحداً تلو الآخر بفضل الله ثم بفضل ما يتمتع به سموه الكريم من صفات وتجربة طويلة في مواجهة الكثير من أعمال العنف، كما أن سموه لديه قدرة بتوفيق الله على التعامل مع الفئة الضالة وكسر شوكتهم. واليوم تتجلى وتتأكد صفة التلاحم والتوحد والتواد في مواجهة هذه الفئة من خلال موجة الاستنكار والشجب من الشعب وكافة أطياف المجتمع، هذا المجتمع الذي كان وما زال مثالاً للبنيان الواحد المتحد في مواجهة كل الأخطار وكل الظروف فيجتهد في المواجهة ويعبر هذه الصعاب معاً يداً واحدة يعضدها كتاب الله وسنة نبيه وجهود المخلصين ووفائهم وولائهم إن الحرب مع الفئة الضالة حربٌ فكرية وأساسها ما يزرع في عقول هؤلاء من فكر خارج عن الدين والمعتقد وشاذ في تعاطيه مع معطيات الحياة وتوجهاتها وهو الفكر الذي يهدم نفسه بنفسه لأنه يعير الفساد الكثير من الاهتمام. إن نجاة سمو الأمير محمد دلالة واضحة على أن الله يحمي من يحمي دينه وينصر من ينصر أخاه المسلم في كل حين وفي كل ظرف، لقد كان سموه عضيداً للعائدين ومعيناً للتائبين. ومع ذلك كان دائماً وأبداً يقف حجر عثرة في طريق من بغى وتعالى على الحق وأسف في فكره الضال وهذا مصداق لقوله تعالى (إنَّ الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور) سورة الحج 38. لقد كان تعثر هذا الباغي تعثر فكر وتعثر خطوة وتعثر نظرة فمن يبيح دماء المسلمين وبأي حق. أسأل الله العلي القدير أن يحفظ ديننا ووطنا وولاة أمرنا من كل سوء ومكروه وأن يعينهم على نصرة الحق وحفظ الأمن لبلاد الحرمين الشريفين وأن يرد كيد المعتدين إلى نحورهم. *وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية