ما هي خلطة العمل الناجح؟. إنها الفكرة والهدف من وراء تلك الفكرة وهذا ما يحققه النص ويبقى بعد ذلك كيف يمكن تحقيق هذه الفكرة بأفضل شكل وهذا دور الممثلين والإخراج وبقية فرق التنفيذ التي متى ما أحسنت اختيار مواقع التصوير وتقنياته مع أداء متميز حققت أفضل النتائج وقدمت للجمهور العمل الذي طالما انتظره فيتفاعل معه ويشيد بمن عمل به. ولكن عندما ينتج أي عمل لا يحمل فكرة أو هدفاً أو مضموناً فإنه يكون تخبطاً يعتمد على وجهات نظر من يتخبطون. كل عام نطرح نفس السؤال لماذا الإصرار على كوميديا الشخصيات المتخلفة تعليمياً أو ثقافياً أو عقلياً وهو للأسف أسلوب معظم الأعمال الكوميدية السعودية التي ترى أن الكوميديا استهبالاً, بينما الكوميديا وسيلة لإيصال فكرة وربما تكون شخصياتها في قمة الجدية فالكوميديا ليست إضحاكاً دون هدف لأنها إن حققت الإضحاك فهي تهريج ومع هذا فما شاهدناه أعمال لم تحقق حتى الإضحاك بالتهريج. كلما أتى عام واستبشرنا بالتغيير والتطور نجد أن معظم الأعمال السعودية تبقى أسيرة هذه العلامة الكوميدية المسجلة الفاشلة والنتيجة هي للأسف إضاعة لوقت المشاهد وإهدار للأموال وعدم استغلال لعناصر سعودية في أن تتقدم فالعمل الفاشل كالطالب الراسب الذي يعيد الدراسة كل عام ولهذا بقيت الأعمال الكوميدية السعودية في المرحلة الابتدائية رغم أن طلبتها أصبحوا رجالا بشنبات بينما زملاؤهم وصلوا إلى الجامعات. وسط كل هذا الكم من الاعمال يبقى طاش منفرداً وفي هذا ضرر كبير له فهو لا ينفرد لأنه يتطور بشكل سريع ولكنه ينفرد لأن لا أحد يرتقي إلى مستواه أو ينافسه فيخيفه على نفسه فيبدأ في تطوير أدواته فأنت في طاش تترقب أفكاراً جديدة كل عام، ولكنها تأتيك بنفس الشخوص (لا أعني الممثلين)، ولهذا قلت لكم أن خلطة العمل الناجح هي الفكرة والهدف وكيفية تحقيقها بأفضل العناصر وهذا ما يميز النجمين عبدالله وناصر ولهذا فهما يدرسان في مرحلة متقدمة بينما البقية لا تزال في الابتدائية. لقد كتبت قبل عام في هذه الزاوية قائلاً أن غياب طاش خطأ كبير ولم أكن أقصد غياب الاسم بل كنت أقصد شكل العمل الذي يقدم في كل يوم قضية جديدة ننتظرها ونتفاعل معها، ولهذا أقول في هذا العام مرحباً بعودة "طاش" وسط هذا التخبط والاستهبال الكوميدي المستمر عاماً بعد عام وأرجو أن لا يكون قرار سنة طاش وسنة طناش هو ما يفكر فيه النجمان خاصة مع غياب أي منافس يلوح في الأفق. من حقنا أن نطرح سؤالاً هاماً وهو إلى متى ستبقى الكوميديا المحلية على هذه الحال؟. لقد تحدثنا عن الحلول على مدار سنوات وهي تكمن في تغيير مفهوم الكوميديا عند صانع الدراما السعودي والتطوير من وجهة نظري لن يأتي إلا من وزارة الثقافة والإعلام التي ننتظر منها دوراً إيجابياً لتطوير الإنتاج المحلي السعودي بوضع حوافز لأفضل النصوص ودعم المتميز منها بالإنتاج ودعم تأسيس ورش للكتابة التي هي القاعدة الأساسية لأي عمل وان يكون الإنتاج على مدار العام ودعم كل من يقدم مواهب جديدة.