استكملت ندوة البركة الاقتصادية (الثلاثون) التي انعقدت في فندق جدة هيلتون على مدى يومين في مطلع شهر رمضان المبارك 1430ه مداولاتها حول محاورها الأربعة المتمثلة في المشتقات ودورها في الأزمة المالية العالمية، التطبيقات العملية للإجارة الموصوفة في الذمة، تأمين الدين والضمان ومدى قبول القوانين الوضعية مرجعا لاتفاقيات وعقود تكون المؤسسات المالية الإسلامية طرفا فيها. وفي الجلسة الافتتاحية للندوة ألقى الشيخ صالح كامل رئيس مجموعة البركة المصرفية كلمة رحب فيها بضيوف الندوة وأصحاب الفضيلة العلماء والخبراء المشاركين في الندوة وجميع الحضور، وقال: انه كان يأمل أن تنعقد الندوة في دورتها هذه في المدينةالمنورة التي شهدت انطلاقتها الأولى قبل 26 عاما، إلا أن ظروفه الصحية والإجراءات الحمائية الملازمة لانتشار الأوبئة في هذه الأيام حالت دون ذلك، وتضرع إلى المولى سبحانه وتعالى أن يوفق البنوك الإسلامية في أداء رسالتها على الوجه الأكمل والعمل على تنقية المصرفية الإسلامية مما لحقها من شوائب في السنوات الأخيرة. وفي ختام كلمته قدم زميله محمود جميل حسوبة النائب الأول لرئيس مجموعة دله البركة السابق لإدارة جلسات الندوة نيابة عنه نظرا لظروفه الصحية. وخاطب الجلسة الافتتاحية أيضا عدنان أحمد يوسف الرئيس التنفيذي لمجموعة البركة المصرفية فقال: ان عقد ندوة البركة يأتي هذا العام من ظل ظروف الأزمة المالية التي لازالت تراوح مكانها رغم الجهود المبذولة لمعالجة آثارها السالبة، وأضاف ان المصرفية الإسلامية لم تنجح بعد في تقديم البديل العملي للنظام المالي العالمي السائد حاليا رغم توفر العوامل المساعدة، وعزا ذلك إلى غياب التنظيم المؤسساتي اللازم لإدارة الجهود الفكرية وتقديمها في قالب مهني، وقال ان مجموعة البركة المصرفية قد حققت بفضل الله رغم هذه الظروف نتائج طبية في النصف الأول من عام 2009م، حيث بلغ إجمالي الدخل التشغيلي 302،3 مليون دولار وصافي الدخل 92 مليون دولار. كما ارتفع مجموع الأصول ليبلغ 11،51 مليار دولار، وانعكست هذه الزيادة في نمو الأصول التشغيلية بنسبة 5.1% لتبلغ 8.5 مليارات دولار والأصول السائلة بنسبة 4.6% لتبلغ 3.03 مليار دولار وودائع العملاء وحسابات الاستثمار بنسبة 6.4% لتبلغ 9.44 مليارات دولار مقارنة بالفترة المنتهية في 31/12/2008م. كما ارتفع مجموع الحقوق بنسبة 1.7 % ليصل إلى 1.58 مليار دولار. وقال عدنان يوسف ان هذه النتائج الطبية قد تحققت بفضل الله ثم الالتزام بإستراتيجية العمل الطموحة التي وضعتها المجموعة ومواصلة التوسع في الأسواق وتقديم المنتجات الإسلامية المبتكرة. وقال ان المجموعة قامت مؤخرا في إطار تطبيقها لهذه الإستراتيجية بإطلاق هويتها الموحدة في احتفالية صاحبتها حملة ترويجية بالمركز الرئيسي في البحرين. وعن الخطط المستقبلية للمجموعة قال الرئيس التنفيذي لمجموعة البركة المصرفية إن الأعمال التحضيرية قد اكتملت لتدشين بنك البركة السوري برأس مال مقداره مائة مليون دولار، ويجري حاليا تنفيذ خطط التدريب للموظفين في كافة المستويات بالتعاون مع شركة دولية متخصصة إلى جانب العمل في تحديث البنية التحتية التشغيلية وتطوير القدرات الرقابية والفنية في مختلف وحدات المجموعة، وأن المجموعة تعتزم افتتاح 54 فرعا جديدا في مصر والجزائر والسودان وتركيا وباكستان. وتحدث في الجلسة الافتتاحية للندوة أيضا فضيلة الدكتور عبد الستار أبو غدة رئيس الهيئة الشرعية الموحدة لمجموعة البركة المصرفية وأمينها العام، مشيرا في مستهل كلمته إلى انطلاق الندوة من المدينةالمنورة قبل نحو 26 عاما، حيث عقدت أولى دوراتها في 17 رمضان 1402ه الموافق 27/6/1983م ومؤكدا أنها أصبحت اليوم مرجعا في التطبيقات المصرفية وأن ما يصدر عنها من فتاوى وحلول ومنتجات يعتبر موردا ينهل منه الباحثون وبه يستشهدون في المحافل العلمية. وأشار في هذا الصدد إلى الصناديق الاستثمارية والإصدارات المالية المتنوعة باعتبارها من المنتجات الاستثمارية التي عنيت الندوة بدراسة أحكامها الشرعية.