أعلن الجانبان التركي والأرميني عن توصلهما الى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما في ختام اتصالات سرية تحت رعاية سويسرا. وجاء في بيان ثلاثي مشترك لوزارات الخارجية التركية والأرمينية والسويسرية أن تركيا وأرمينيا قررتا تطبيع علاقاتهما خلال فترة معقولة في اطار مخطط مؤلف من ثلاث مراحل الأولى استشارات داخلية لكل بلد تستغرق 6 اسابيع،والثانية توقيع بروتوكولين في ختام الاستشارات الداخلية لتطبيع العلاقات بين البلدين، والمرحلة الأخيرة. وذكر البيان ان "المشاورات السياسية ستنتهي في غضون ستة اسابيع، بعدها سيوقع البروتوكولان وسيعرضان على البرلمانين التركي والارميني للمصادقة عليهما". واكدت وزارة الخارجية الارمينية ان الحدود بين البلدين ستفتح "في غضون شهرين" من تاريخ دخول البروتوكولين حيز التنفيذ. واضافت ان البروتوكولين يلحظان ايضا استحداث لجنة مشتركة مكلفة النظر في "البعد التاريخي" للخلافات بين ارمينيا وتركيا. ومنذ استقلال ارمينيا العام 1991، لا تقيم انقرة ويريفان علاقات دبلوماسية بسبب خلاف بينهما على مسألة ابادة الارمن في ظل السلطنة العثمانية بين العامين 1915 و1917. ويؤكد الجانب الارميني ان المذابح وعمليات الترحيل في تلك الفترة ادت الى مقتل مليون ونصف مليون ارميني، في حين تتحدث تركيا عن 300 الف و500 الف قتيل، رافضة وصف ما جرى بالابادة، في حين يصر الارمن على هذا التوصيف الذي اعترفت به ايضا فرنسا وكندا والبرلمان الاوروبي. إلى ذلك صرح وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو مساء أمس ان الاتفاق الذي ابرم بين تركيا وارمينيا حول اقامة علاقات دبلوماسية لن تكون نتيجته المباشرة فتح الحدود بين البلدين المتجاورين. وقال داود اوغلو لشبكة التلفزيون التركية "ان تي في" انه "حاليا فتح الحدود غير مطروح وليس اولوية". واكد الوزير التركي ان تطبيع العلاقات مع يريفان يندرج في اطار "الرؤية الاقليمية لتركيا لاحلال السلام في القوقاز". وفي تصريحات ادلى بها ونشرتها صحيفة "حرييت" الثلاثاء قال داود اوغلو ان الاتفاق الذي ابرم بين البلدين يشمل ايضا انشاء لجنة مشتركة من المؤرخين. وذكر مصدر تركي ان تركيا وارمينيا يفترض ان تتقدما تدريجيا باتجاه فتح بعثات دبلوماسية متبادلة وتعيين قائم بالاعمال لكل منهما في مرحلة اولى.