التقى وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو الرئيس بشار الأسد ونظيره السوري وليد المعلم في دمشق التي وصلها أمس قادماً من بغداد في ختام لقاءاته مع الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي في إطار مساعي تركيا لترطيب العلاقات بين بغداد ودمشق. ودار البحث خلال مباحثات داود اوغلو المالكي حول التفجيرات الدموية التي شهدها العراق في 19 من الشهر الحالي و تتهم بغداد دمشق بإيواء منفذيها. وندد داود اوغلو بالاعتداءات الدموية قائلاً إنها استهدفت زعزعة الامن والاستقرار في العراق وأعرب عن استعداده لنقل الرسائل والوثائق الموجودة لدى الحكومة العراقية بشأن التفجيرات إلى الجانب السوري. وشدد داود اوغلو خلال اللقاء على "ضرورة انهاء التوتر القائم بين بغداد ودمشق بشكل موضوعي بدءاً بتخفيف حدة أسلوب بغداد ومن ثم التداول حول سبل إيجاد تسوية قصيرة الأمد تليها تسويات على الأمد البعيد، كما اقترح تشكيلة آلية ثلاثية بين أنقرة وبغداد ودمشق تتولى تنفيذ تلك المهام. وخلال اللقاء حمّل المالكي سوريا مسؤولية التفجيرات الدموية وطالب بإنهاء دعمها لعناصر حزب البعث في العراق وقال إن منفذي الأعمال الإرهابية في العراق تلقوا تدريبات في معسكرات بسوريا ثم قدّم معلومات ووثائق الى وزير الخارجية التركي لنقلها الى الجانب السوري. وفي ختام لقائه مع المالكي اُستقبل داود أغلو من قبل الرئيس العراقي طالباني واجرى معه لقاء استغرق زهاء الساعة بحضور نائب رئيس الجمهورية عادل عبدالمهدي ووزير الخارجية هوشيار زيباري. وذكرت الأنباء الواردة من بغداد أن التصريحات العراقية التي تلت اللقاءات اتسمت بأسلوب أخف من السابقات. من ناحية اخرى قال الرئيس السوري بشار الاسد امس ان اتهامات الحكومة العراقية لسوريا حول تفجيرات بغداد "لا أخلاقية" موضحا ان دمشق لم تتلق ردا على طلبها الحصول على أدلة على هذه الاتهامات. وقال الاسد في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره القبرصي ديمترس خريستوفياس في دمشق "عندما تتهم سوريا بقتل عراقيين وهي تحتضن مليوني ومئتي ألف عراقي فهذا اتهام لا أخلاقي". وتابع الرئيس السوري "لذلك قامت سوريا مباشرة بعد صدور الاتهامات بالطلب رسميا الى العراق بإرسال وفد الى سوريا ومعه الأدلة حول هذه الاتهامات". وقال الاسد "حتى هذه اللحظة لم يصلنا اي رد بعد مرور أيام على صدور الاتهامات. لذلك وبعيدا عن المزايدات السياسية في الاعلام، سوريا حريصة على الشعب العراقي وعلى مصالحه كحرصها على مصالح ودماء وأرواح الشعب السوري". من جانبه أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن بلاده ماضية في مطالبة الاممالمتحدة بتشكيل محكمة جنائية دولية لمحاكمة مشتبه بهم ضالعين بتفجيرات بغداد، مؤكدا في الوقت ذاته ان تسعين بالمئة من الارهابيين يتسللون من سوريا. وقال المالكي إن "تسعين بالمئة من الارهابيين من مختلف الجنسيات العربية تسللوا الى العراق عبر الاراضي السورية". واضاف المالكي خلال استقباله وزير الخارجية التركي ان "موقف العراق هو المضي بمطالبة الاممالمتحدة بتشكيل محكمة جنائية دولية لمحاكمة مرتكبي هذه الجرائم البشعة التي استهدفت أمن واستقرار العراق وسلامة شعبه وأودت بحياة العديد من الابرياء". وأكد المالكي مطالبة "الجانب السوري بتسليم المطلوبين الرئيسيين في هذه الجريمة (محمد يونس الاحمد وسطام فرحان) وبقية المطلوبين الذين صدرت بحقهم مذكرات قبض بواسطة الشرطة الدولية (الانتربول)". وأضاف "نطالب بإخراج الارهابيين والبعثيين والتكفيريين الذين يتخذون من الأراضي السورية مقرا ومنطلقا للقيام بأعمال إجرامية داخل العراق". من جهة ثانية صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية ايريك شوفالييه الاثنين ان فرنسا تدعو العراق وسوريا الى "استئناف المجرى الطبيعي لعلاقاتهما في أسرع وقت ممكن". وقال شوفالييه في لقاء يومي مع الصحافيين في الوزارة "نأمل أن تستأنف سوريا والعراق في اسرع وقت ممكن المجرى الطبيعي لعلاقاتهما وتواصلان التقارب الذي بدآه في الاشهر الاخيرة مستفيدين من الزيارات التي تجري على أعلى مستوى".